جاء اختيار المهندس السعودي علي الحسن أحد مهندسي شركة أرامكو السعودية رئيساً لأول مجلس استشاري لجمعية مهندسي البترول في الشرق الأوسط، اختيارا موفقا لشخصية أكاديمية تتمتع بمهارات قيادية وإدارية متميزة في إدارة النشاطات العلمية الخاصة بجمعية مهندسي البترول في المنطقة. وعندما يتولى المهندس علي الحسن رئاسة المجلس لثلاث سنوات مقبلة فانه بذلك يرأس هيئة استشارية تضم ممثلين عن 19 فرعا من فروع الجمعية المنتشرة في منطقة الشرق الاوسط، ينبثق منها 11 فرعا خاصا بعضوية طلاب الجامعات ممن يختصون في دراسة المهن النفطية. وفي لقاء خاص أجرته (اليوم) مع المهندس السعودي علي الحسن، الذي يعمل في إدارة وصف ومحاكاة مكامن البترول في شركة أرامكو السعودية، أكد المهندس الحسن ان اختياره لهذا المنصب، جاء انعكاسا عمليا لجهوده ومشاركاته المتميزة والفعالة في نشاطات الفرع المحلي والإقليمي للجمعية، وعلى مستوى الجمعية دولياً، الأمر الذي جعله مؤهلاً لتولي هذه المسؤولية، فضلا عن جهوده العلمية المبذولة في هيئة اختيار المحاضرين المتميزين في منطقة الشرق الاوسط. الجمعية الام في امريكا وفي معرض استعراضه لجهود الجمعية الاقليمية والعالمية، قال المهندس الحسن: ان الجمعية الام لمهندسي البترول هي جمعية عالمية مقرها مدينة دلاس في الولاياتالمتحدة، وتمتد فروعها وأنشطتها الى 14 منطقة في العالم، وتضم في عضويتها 55 الف عضو موزعين على أكثر من 100 دولة . وتهدف نشاطات الجمعية الى العمل على نقل تكنولوجيا صناعة البترول بين الاعضاء في العالم ، من خلال تنظيم وعقد المؤتمرات واللقاءات العلمية وتنظيم المعارض الخاصة بمعدات صناعة واستكشاف البترول، بالاضافة الى دورها في تنظيم الدورات التدريبية للاعضاء . الفرع المحلي لمهندسي البترول ويشير المهندس علي الحسن الى ان الفرع المحلي في المملكة تأسس في عام 1959 ، وهو أول فرع يتم تأسيسه خارج الولاياتالمتحدة ، حيث جاء بمبادرة ذاتية من قبل المهندسين العاملين في القطاع النفطي في المملكة الذين أبدوا رغبتهم بالانضمام الى عضوية هذه الجمعية في الولاياتالمتحدة، وهم من منسوبي شركة أرامكو السعودية والشركات النفطية المساندة في المملكة ممن يعملون في قطاع الصناعة النفطية. ويشير المهندس الحسن الى ان الفرع المحلي يضم في عضويته الآن 650 عضوا ممن يعملون في مختلف الاختصاصات المتعلقة في قطاع النفط والطاقة من شركة أرامكو وشركات الخدمات المساندة، ويعتبر الفرع من أكبر فروع المنطقة في الشرق الأوسط . ويعمل الفرع على عقد اجتماعات شهرية بواقع 9 اجتماعات في السنة، ويقوم على تنظيم رحلات داخلية الى مناطق صناعة البترول الخاصة بواقع 4 رحلات في السنة ليتسنى للأعضاء التعرف على المنجزات القائمة على أرض الواقع، كذلك العمل على تنظيم رحلات خارجية بواقع رحلتين لزيارة فروع أخرى، بالإضافة الى تنظيم المحاضرات وتبادل الخبرات وكيفية إدارة النشاطات والبحث العلمي سيما وان الفرع المحلي من أقدم الفروع ويملك الخبرات الواسعة وأسهم في تأسيس بعض الفروع في دول الجوار مثل فرع الكويتوالبحرين . فرع الشرق الاوسط وحول فرع الشرق الاوسط يقول المهندس علي الحسن: ان الجمعية الام هي التي تحدد خارطة توزيع الجمعيات على المناطق، وقد جاء فرع الشرق الاوسط بتوصية من الجمعية الام ليتولى صلاحيات المناطق الاعضاء . ويعتبر مجلس الجمعية هو أول مجلس يتم تشكيله للجمعية لمنطقة الشرق الاوسط ، وانبثقت فكرته بعد العمل على إنشاء المكتب الخاص بالجمعية في دبي حيث لم يكن هنالك مكتب أقليمي للجمعية التي كانت تتبع لمنطقة أوروبا. ويقول: الآن أصبح لنا مكتب تمثيلي للجمعية، وتم انتخابي لكي أتولى رئاسة هذا المجلس بشكل عام على مستوى منطقة الشرق الاوسط التي تعتبر غنية جدا بمصادر البترول، والتي يجب أن تصبح حسب خططنا مسرحا لاقامة الفعاليات والمؤتمرات والحلقات العلمية برعاية الجمعية بشكل يتناسب والإمكانيات التي تملكها المنطقة من حيث المخزون والاحتياط النفطي . ويضيف: نتطلع لأن يكون هنالك ندوات ومؤتمرات أكثر في المنطقة من الوقت الحاضر، حيث هناك حوالي 3 الى 4 لقاءات علمية تعقد في المنطقة، كما أن هنالك مؤتمرا واحدا يعقد مرة كل سنتين وهو مؤتمر الشرق الاوسط للبترول في البحرين، ونتطلع الى مزيد من هذه الفعاليات بشكل أكثر ونصبو الى تنظيم مؤتمر عالمي مثلا في المنطقة مثل المؤتمر الذي ترعاه الجمعية بشكل سنوي في أمريكا، كما نتطلع الى اقامة المؤتمرات المصاحبة للمعارض بشكل كبير يتناسب مع إمكانات المنطقة وقدراتها في الصناعة النفطية ، بقصد العمل على نقل الخبرات التكنولوجية والاستفادة منها. ويضيف: في السابق كنا نستورد الخبرات حيث كانت الكفاءات المحلية محدودة، الا اننا الآن اصبحنا نطبق بعض التكنولوجيا غير المطبقة في بعض دول العالم، وهنالك برامج ترعاها الجمعية تهدف الى المشاركة في نقل الخبرات من خلال المحاضرين المتميزين حيث ترعى الجمعية الام حوالي 30 محاضرا ترسلهم الى كافة الفروع في العالم. وأشار خلال حديثه الى انه لم يكن في السابق أحد من الشرق الأوسط يساهم في تقديم المحاضرات، إلا انه في السنوات الأخيرة أصبحت المشاركة قوية خصوصا من أبناء المملكة، حيث تمت المساهمة بتقديم محاضرين متميزين زاروا دول مثل أمريكا وأوروبا وشرق آسيا بهدف عرض الخبرات المحلية والتكنولوجيا المستخدمة . ويضيف: ان من البرامج التي تقدمها الجمعية هي العمل على تقديم الحوافز والجوائز التخصصية للخبراء والعاملين المتميزين، حيث لم يكن في السابق اهتمام في تكريم الخبرات المتميزة ولم تبرز على مستوى الجمعية العالمي، أما نحن فنعمل على إبراز هذه الطاقات والخبرات وتقديرهم على مستوى الجمعية العالمية . المزايا التي يتمتع بها العضو ويشير المهندس الحسن الى ان عملية الانتساب الى عضوية الجمعية هي إجراء اختياري، حيث يتمتع العضو المنتسب للجمعية بالحصول على نشرة شهرية تصدر عن الجمعية الام في اميركا تتضمن أحدث الأبحاث والدراسات والاخبار والنشاطات العالمية التي تتعلق بالقطاع النفطي، كما يحصل العضو على بعض التخفيضات في أسعار الكتب العلمية، وتخفيضات في حضور اللقاءات العلمية والمؤتمرات، وسهولة الحصول على البحوث العلمية التي تقدم سنويا في جميع اللقاءات العلمية والمؤتمرات الخاصة بالجمعية عبرالانتر نت . توطين التكنولوجيا ويقول المهندس علي الحسن: ان صناعة البترول تأخذ صفتها العالمية، وهي ليست حكرا على أحد بل أنها تعتمد على مبدأ التكامل في الأداء، وقال: نحن نتكامل مع العالم في تكنولوجيا العالم، مبينا انه تتوافر لدينا في المملكة تكنولوجيا غير مطبقة في دول العالم ، في الوقت الذي تتوافر لدى بعض الدول الاخرى في المنطقة تطبيقات معينة غير موجودة في دول اخرى. ويعود ذلك الى خصوصية وطبيعة المنطقة من الناحية الجيولوجية والجغرافية، ومثال ذلك ما جعلنا نتميز في المملكة بأسلوب الحفر الأفقي والمتفرع للآبار وهذا التطبيق غير موجود في العالم وغير مطبق الا في المملكة لان مكامن البترول في المملكة تعتمد على هذا النوع من الحفر. أرامكو والجمعية أرامكو كغيرها من الشركات في المملكة من حيث علاقتها الإدارية مع الجمعية، فهي لا تتدخل في الشأن الإداري بقدر ما تعتبر الداعم الرئيسي للجمعية، كما أن أغلب الاعضاء هم من منسوبي الشركة، فضلا عن التسهيلات الكبيرة التي تقدمها أرامكو لخدمة موظفيها حيث توفر لهم الرحلات والزيارات للمشاريع بشكل مجاني، وهي باختصار داعم رئيسي لجهود الجمعية . الاجتماعات ويقول المهندس الحسن: ان اجتماعات المجلس تعقد بواقع مرتين بالسنة لمناقشة أجندة الأعمال والبحث بالمستجدات والاقتراحات، مشيرا الى ان المجلس بصدد تأسيس موقع خاص بالمجلس على شبكة الانترنت. ويقول : نحاول ان ننسق مواعيد اجتماعات المجلس لتتزامن مع عقد مؤتمرات أو لقاءات علمية حتى تتم الاستفادة بشكل أكبر ونتمكن من حضور الفعاليات العالمية ونحظى بأكبر عدد من المشاركين. بالنسبة للمؤتمرات الخاصة بالجمعية فيقول: ان هذه الاجتماعات تنظم من خلال الجمعية الام التي تنظمها على مستوى العالم، وهنالك مؤتمر سيعقد في دبي خلال شهر أكتوبر القادم، والسنة القادمة سيعقد مؤتمر علمي كبير في البحرين وسيكون برعاية الجمعية، أما بالنسبة للمؤتمرات الأخرى فهي مشاركة اختيارية من قبل العضو نفسه. الكفاءات الوطنية ويستعرض المهندس علي الحسن دور الكفاءات الوطنية في رفع سوية أداء الصناعة النفطية قائلا لقد وصلنا الى مرحلة ان تكون لدينا كفاءات وطنية تنافس الخبرات التي تأتينا من الخارج، واستطيع أن اجزم بأن كفاءاتنا أفضل في خبراتها ضمن مختلف الأنشطة سواء التنقيب أو الجيولوجيين الى المهندسين (البترول والكمبيوتر)، وهذه كفاءات مميزة ومبدعة.. وقد أخذت موقعها الطبيعي وحلت مكان الخبرات الأجنبية، وأصبحت تدعم الشركة على أعلى المستويات وقدمت اختراعات منافسة للعالم. ومن المعروف ان هذا التقدم لم يتأت الا بجهود الدولة ودعمها للخطط الوطنية والتنموية في التعليم والتدريب ودعمها لجهود شركة أرامكو في رعاية هذه الخبرات من خلال توفير الفرص الإبداعية أمامها، ويعد ذلك أحد المؤشرات الفاعلة لخطط الشركة وبرامجها التطويرية لأبناء الوطن التي تعنى بتأهيلهم وإعدادهم كخبراء عالميين متخصصين في الصناعة البترولية، وعلى جهود الشركة في توطين الصناعة البترولية.