فيما يتواصل سقوط الجنود الأمريكيون قتلى ومصابين في العراق، بفعل المقاومة العراقية، والتي تصفها واشنطن بأنها إرهابية، أو بعثية يائسة. قالت صحيفة لوس أنجليس تايمز ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية عزلت في الآونة الاخيرة أكبر ضباطها في العراق بسبب شكوك في قدرته على قيادة (المحطة) هناك. وأبلغت مصادر بالمخابرات الامريكية الصحيفة أيضا أن الوكالة أغلقت أيضا عدة قواعد للاقمار الصناعية في أفغانستان بسبب مخاوف أمنية. وأبلغ بعض المسؤولين الحاليين والسابقين بالمخابرات الأمريكية والذين طلبوا عدم نشر أسمائهم الصحيفة أن الوكالة أرهقت نتيجة عمليات بحثها عن أسامة بن لادن ومواجهة التمرد في العراق ومحاولتها اقامة علاقات مع أمراء الحرب في أفغانستان. ولم يتسن الوصول على الفور الى متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للتعليق على التقرير. وأبلغ مسؤول أمريكي كبير الصحيفة أن رئيس محطة وكالة المخابرات الأمريكية في بغداد أعفي من منصبه في ديسمبر كانون الاول بعد تعرض القوات الأمريكية وأهداف مدنية عراقية لهجمات قاتلة . وقال للصحيفة كان هناك فقط اعتقاد بأنها عملية كبيرة ونحن بحاجة لشخص كبير جدا ومحنك لادارتها. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله ان محطة وكالة المخابرات الأمريكية في بغداد هي الأكبر حاليا في تاريخ الوكالة. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها ان المشكلة الأساسية التي تواجه محطة بغداد هي الضغوط الأمنية التي تؤثر على قدرة عملائها على التحرك. وقالت مصادر أخرى انها تشعر بقلق بشأن تركيز الوكالة بشكل أكبر مما ينبغي على حماية القوات في العراق وذلك على حساب جهود تجنيد عملاء. ووصف هؤلاء العملاء أو الجواسيس على أنهم مصادر مهمة للمعلومات مع إعادة الولاياتالمتحدة السلطة الى العراقيين في وقت لاحق من العام الجاري. وقال ضباط سابقون في المخابرات الأمريكية للصحيفة ان عملية الإحلال والتجديد بشكل كبير بين موظفي المخابرات في العراق يجعل تجنيد جواسيس عملية شبه مستحيلة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين في المخابرات قولهم انه تم اغلاق عدد من القواعد النائية للمخابرات الأمريكية في أفغانستان في الشهر الاخير. وقال مسؤول كبير سابق في المخابرات الأمريكية ان القواعد أغلقت بسبب مخاوف أمنية. ولكن مسؤولا أمريكيا كبيرا قال للصحيفة انها أغلقت لعدة أسباب مضيفا أن عدد الأفراد في أفغانستان لم يخفض. وأوضحت الصحيفة أن عمليات الاغلاق تلك أثارت قلق البعض في مجتمع المخابرات لان فلول حركة طالبان تعيد تجميع نفسها على ما يبدو وتعد لهجمات قبل الانتخابات المقرر إجراؤها هذا الصيف. وفي وقت سابق من الشهر الجاري أعرب أكبر جنرال أمريكي في أفغانستان عن تفاؤله باعتقال ابن لادن هذا العام. من جهة أخرى جرح جندي أمريكي في انفجار عبوة مفخخة عند مرور قافلة تضم آلاف العسكريين يغادرون العراق أمس الجمعة قرب مدينة (بلد) التي تبعد 75 كيلومترا شمال بغداد، حسبما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس في المكان. وقد نقل الجندي الجريح بمروحية. والعسكريون جزء من حوالي ثلاثين الف جندي تمركزوا لمدة عام تقريبا في المثلث السني في شمال بغداد حيث ينشط المقاتلون المعادون للأمريكيين. ويفترض ان يعود هؤلاء الجنود الى الولاياتالمتحدة لتحل محلهم الفرقة الأولى للمشاة. من جهة أخرى، أفادت حصيلة جديدة للجيش الأمريكي ان جنديين أمريكيين وعراقيين هما شرطي ومترجم قتلوا وأصيب جندي بجروح خطيرة يوم الخميس في انفجار عبوة مفخخة تلاها اطلاق نار من أسلحة رشاشة قرب الخالدية على بعد ثمانين كيلومترا غرب بغداد. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل جنديين واثنين من العراقيين. وأخيرا اعلنت القوات الأمريكية في بيان انها أفرجت عن عشرة عراقيين من سجن ابو غريب قرب بغداد في اطار برنامج الافراج بفضل (كفلاء). وقال البيان ان 72 معتقلا افرج عنهم حتى الآن من سجن ابو غريب. وللاستفادة من هذا البرنامج ينبغي ان يعلن السجناء عن تخليهم عن العنف ويكفلهم شخص يتمتع باحترام مثل زعيم عشائري او ديني. البنتاغون يرص القتلى من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان الليلة قبل الماضية أن أفراد القوات المسلحة الأمريكية الذين لقوا حتفهم منذ بدء العمليات العسكرية في العراق بلغ حتى الآن 543 فردا منهم 376 ماتوا نتيجة عمل معاد و167 ماتوا لاسباب غير معادية. وأوضح البيان أنه منذ اعلان الرئيس بوش في الاول من شهر مايو الماضي انتهاء الاعمال الحربية الكبرى فى العراق توفى 405 جنود أمريكيين منهم 261 نتيجة عمل معاد و144 لاسباب غير معادية. وقال البيان انه منذ بدء العمليات العسكرية في العراق أصيب 2672 جنديا أمريكيا نتيجة لأعمال معادية. ولدى وزارة الدفاع الأمريكية قواعد خاصة في حساب أعداد القتلى. ولا يعرف عما إذا كانت الوزارة تحسب الجنود الذين يتوفون لاحقاً نتيجة أعمال حربية ضمن قتلى المعارك. وجاءت هذه الإحصائية الأمريكية في حين بلغت الاصابات الناجمة عن أعمال غير معادية 415 حالة اصابة. وكان الجيش البريطاني قد أعلن عن مقتل 58 جنديا في العراق، فى حين فقدت ايطاليا 17 جنديا وأسبانيا 8 جنود وبلغاريا 5 جنود وتايلاند جنديين بالإضافة الى مقتل جندى لكل من الدانمارك وأوكرانيا وبولندا.