العمل قذر وخطر ومؤبد والأجر ضئيل.. يمضي عمال في ثاني اكبر حوض في العالم لتكسير السفن في شيتاجونج حياتهم في تقطيع وتفكيك حاملات نفط قذرة وحاويات مواد كيماوية وعبارات صدئة. بأجر بنحو 20ر1 دولار في اليوم يقوم الاف العمال بتفكيك عشرات السفن سنويا في صناعة تسودها منافسة حادة. قال العامل بدر الاسلام وقد اكتسى وجهه بسخام اسود هذا المكان مزيج من القذارة والمواد النفطية. احيانا نجد صعوبة في التنفس وتلتهب عيوننا. نقاسي كثيرا ولكن لا نستطيع التوقف حتى لا تموت عائلاتنا من الجوع". ويقول مسؤولون ورجال شرطة في شيتاجونج ان 297 عاملا قتلوا على الاقل واصيب 600 آخرون خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية في حوادث بميناء شيتاجونج الذي يستقبل 80 في المئة من صادرات وواردات بنجلادش. التلوث كثيف في الحوض والميناء والبحر. يعمل في الحوض 35 الف عامل بدون تسهيلات طبية كافية وان كانت توجد خطط لبناء مستشفى.قال اسلام الأجير الزراعي السابق الذي انتقل للعمل بالحوض اعمل هنا منذ سبع سنوات. عائلتي التي تعيش في بوجرا على مسافة 700 كيلومتر من شيتاجونج تعتمد على اجري الضئيل ومقداره 70 تاكا "20ر1 دولار" يوميا. اطفالي بالمدارس ويحتاجون الى ملابس نظيفة وادوية. اكاد لا استطيع تدبير هذا كله. انها نفس الشكوى لعمال آخرين. ويضم الحوض 32 وحدة لتكسير السفن وكل وحدة يديرها مالك مختلف. قال احدهم واسمه محمد محسن نشتغل بهذه المهنة منذ عقود. شهدناها تنمو وتوفر اشغالا لأناس اغلبهم من خارج اقليم شيتاجونج. وذكر ان شركته تهدف الى السلام والسعادة والازدهار. وسئل عما اذا كان يوفر ذلك لعماله اجاب لا نريد حرمان عمالنا. لكن هناك حدود. يورد مقاولون العمال للحوض. وقال محسن ان شركته وشركات اخرى عاملة في هذا المجال طلبت من الحكومة وضع قواعد للمقاولين والعمال. واضاف لكن تأجل هذا لأن الحكومة تتشاور مع منظمة العمل الدولية. ولم يدل بتفاصيل. في الحوض يمكن مشاهدة آلاف العمال يتسلقون ابراج ومداخن مختلف انواع السفن التي يراد تفكيكها. يضج الحوض بصوت المطارق وبشرر شعلات الاوكسجين حيث يقوم العمال بتقطيع السفينة الى اجزاء ترسل الى مصانع تعيد تدويرها لتخرج في هيئة اسياخ من الحديد تغذي صناعة البناء. لكن مقاولي التكسير يأتون بسفن قذرة لتقليل النفقات مما يزيد من مخاطر التلوث والاضرار الصحية. قال مقاول طلب اغفال اسمه ان الهند ودولا أخرى تنظف السفن في كولومبو بسريلانكا قبل احضارها الى احواض التكسير. واستطرد قائلا لكن هذا يضاعف النفقات وبالتالي ترتفع اسعار منتجات اعادة التدوير. وسيكون لهذا اثر سلبي على صناعة العقارات المزدهرة في البلاد. وقال شهيد الاسلام الباحث يجامعة شيتاجونج الذي يقوم بدراسات على البيئة الساحلية والتلوث انه في كثير من الأحيان تشتعل الحرائق وتحدث انفجارات. واضاف: ان ساحل جنوب بنجلادش ملوث من مخلفات تكسير السفن التي قتلت السمك واصابت الناس بالأمراض. وتعود هذه الصناعة الى عام 1960 عندما ضرب اعصار سفينة عملاقة ولم يمكن تعويمها واستغرق تفكيكها سنوات بدأت بعدها هذه الصناعة.ويقول عمال ان اصحاب الاحواض والمديرين يعرفون معاناتهم لكنهم يدفعون اجورا ضئيلة لم تتغير منذ سنوات. ويرد اصحاب العمل على هذا بان دخولهم انخفضت نتيجة لارتفاع نفقات شراء ورسو السفن القديمة. وقال احدهم انهم يواجهون اوقاتا صعبة ومنافسة قوية من الهند وباكستان والصين.