اشهر المؤسسات الخيرية على الاطلاق في المملكة وخارجها, تمارس عملها منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما وبفروع في كل مدينة سعودية وحول العالم, وبنشاطات خيرية واغاثية متعددة, تواجه ومنذ احداث الحادي عشر من سبتمبر ازمة خطيرة تتعلق بتهم تتصل بتمويل الارهاب. مؤسسة الحرمين الخيرية بدأت عملها بجهود تطوعية من محبي الخير, ويعود نجاحها الداخلي والخارجي الى افكارها المبدعة في تصميم البرامج الخيرية داخل المملكة وخارجها, من بينها تجهيز المدارس ورعاية الايتام في الدول الاسلامية الفقيرة, وانا شخصيا معجب بفكرة المؤسسة الرائدة في تأسيس برنامج اطباء الحرمين وهي لجنة طبية اغاثية خيرية تضم عددا من الاطباء المتطوعين والعاملين في المجال الطبي تساهم في اقامة المخيمات الطبية في المناطق المنكوبة والدول الفقيرة, ودعم المستشفيات المحتاجة اضافة الى المشاركة في التثقيف الصحي. من المؤسف ان تتعرض هذه المؤسسة بهذا النشاط لازمة مثل هذه, وقد صدر بيان سعودي امريكي مشترك الشهر الماضي يتهم اربعة فروع للمؤسسة في اندونيسيا وكينيا وتنزانيا وباكستان, تضاف الى عشرة مكاتب اغلقت سابقا من بينها مكتب البوسنة والهرسك, وجميعها متهمة بتقديم دعم مالي ومادي ولوجستي لتنظيمات ارهابية من بينها تنظيم القاعدة. اعلن الشيخ عقيل العقيل رئيس المؤسسة منذ تأسيسها استقالته الشهر الماضي, والشيخ عقيل حاول منذ بداية الازمة دحض المزاعم والتهم بالتصريح بان لا دليل ثابت على تورط المؤسسة وان انشطتها تخضع للمراقبة والتدقيق, لكن كل ذلك لم يكن كافيا, مما اضطر رئيس الحرمين للاستقالة. لا احد يحتاج افكار المؤسسة المبدعة كما يحتاجها القائمون عليها اليوم لاثبات مصداقية عملها الاغاثي والخيري داخل المملكة وخارجها, ويبدو ان برنامج البراءة هذا سيكون على رأس قائمة اهتمامات المؤسسة الرائدة في العمل الخيري والاغاثي في المملكة لتواصل دورها المتميز الذي ينتظره الكثيرون.