أكد مدير عام المياه بالمديرية العامة للمياه بالمنطقة الشرقية المهندس عبدالرحمن محمد المانع ان السبب الرئيسي لانقطاع المياه عن الاهالي بمحافظة الجبيل يوم الاربعاء الماضي هو اجراء عملية الصيانة الطارئة في خزانات التحلية التي تقع عليها محطة الخلط بشارع جدة، تقاطع شارع الامير مشهور. وقال ل(اليوم) ان الانقطاع بدأ من يوم الاربعاء في تمام الساعة العاشرة ليلا حتى الساعة الثامنة من صباح يوم الخميس، مضيفا ان فرع وزارة المياه في محافظة الجبيل بادر بتشغيل جميع الابار الارتوازية اثناء فترة الانقطاع، موضحا ان ذلك لايسمى انقطاعا بل هي فترة ضعف تسببت فيها عملية الصيانة الطارئة وطالب جميع المواطنين بمحافظة الجبيل بالتعاون مع فرع الوزارة بالجبيل من خلال وضع خزانات ارضية لتفادي مثل هذا الانقطاع. على صعيد آخر تباينت ردود فعل عدد من المواطنين حول تكرار انقطاع وضعف المياه في محافظة الجبيل.واوضح عدد من المواطنين ل(اليوم) ان انقطاع المياه عن مدينة الجبيل امر متكرر وقد زادت مدة انقطاعها في المرة الاخيرة لاكثر من 48 ساعة وهي مدة طويلة نسبيا، كما افادوا بان عدم انذارهم بانقطاع المياه من قبل فرع المديرية في الجبيل امر مؤسف ويدل على عدم الاكتراث بسكان المدينة. واكد المواطن فضل سعد البوعينين ان مياه الشرب قد انقطعت عن مدينة الجبيل البلد لاكثر من يومين متتاليين وهما يوما الاربعاء والخميس الماضيين بالاضافة الى صباح يوم الجمعة دون سابق انذار من فرع مديرية المياه في الجبيل هذا الانقطاع ادى الى ارباك السكان والتضييق عليهم وكبدهم خسائر مالية بسبب نقل المياه بالصهاريج التي ارتفعت تكلفتها بما يقارب 300% بسبب هذا الانقطاع المفاجئ.هذا ما شاهدناه على ارض الواقع وهو ما يخالف تصريح المديرية التي تقول بان المياه انقطعت فقط ليوم واحد. ربما انهم يتحدثون عن ايقاف توزيع المياه فقط ويتجاهلون عن عمد المدة التي تستغرقها اعادة ضخ المياه التدريجي في الانابيب للحؤول دون انفجارها بسبب ضغط ضخ المياه المفاجئ. هذا التدرج في ضخ المياه قد يستغرق اكثر من 24 ساعة مما يجعل المياه لا تصل الى جميع الاحياء. لذا يجب ان تضاف هذه المدة الى مدة انقطاع الضخ الفعلي كي تكون المعلومة اكثر وضوحا وشفافية.الغريب ايضا ان المديرية ارجعت سبب الانقطاع الى صيانة طارئة لخزانات تجميع المياه وهذا يدل على ان الصيانة الدورية لاترقى الى المستوى المأمول، كما ان الخطط الاحترازية غير متوفرة وغير مطبقة اصلا مما يجعل التعامل مع الاحداث يتم بطريقة الفعل ورد الفعل، لا بمنهجية ادارية تعتمد على التخطيط والتنظيم والصيانة المستمرة. واذا كان الشيء بالشيء يذكر فاننا نذكر ان كمية المياه المحلاة المخصصة للجبيل البلد لا تفي بالطلب اليومي للسكان مما يجعل امر الانقطاع المتكرر وانخفاض ضغط المياه امرا قد يحدث في اي لحظة مستقبلية، نحن لا نطالب بالمستحيل، فتحلية المياه لم تقم بزيادة المياه المخصصة للجبيل البلد منذ زمن طويل، وهي ان فعلت ذلك فبنسب قليلة جدا لا تتناسب مع الزيادة في الطلب. بوجه عام خصص للجبيل حجم 33000 متر مكعب تقريبا من المياه في الوقت الذي تحتاج فيه المدينة الى 40000 متر مكعب وهي زيادة ليست بالكثيرة خصوصا وان الجبيل لم تحصل على اي زيادة في نسبة المياه المحلاة في السنوات الماضية. اذا الزيادة المطلوبة لاتتجاوز 7000 متر مكعب. ولو قسمت هذه الزيادة على السنوات السابقة التي لم يتم فيها زيادة نسبة المياه لاصبحت الزيادة السنوية تقل عن 600 متر مكعب سنويا للاثنتي عشرة سنة الماضية اي بنسبة زيادة سنوية تقدر ب 2% فقط من مجموع المياه المخصصة للجبيل. الجبيل تتوسع عمرانيا بشكل لافت للنظر ونسبة الزيادة السكانية فيها كبيرة جدا مما يجعلها في حاجة مستمرة لزيادة نسبة المياه المحلاة ربما لاكثر من 45000 متر مكعب.ويساعد على تكرار عمليات انقطاع المياه ضعف الصيانة الدورية لشبكة الانابيب ومضخات المياه وتدني مستوى العمالة القائمة على الصيانة. فامر الصيانة مناط بعمالة اسيوية لا تتمتع بالمهارة ولا بالفنية التي تساعدها على استباق حدوث مثل تلك المشاكل بالتخطيط السليم والصيانة الدورية الدقيقة، كما انها لا تتعامل مع المشاكل حين حدوثها بالكفاءة المطلوبة التي تسرع من عملية اعادة ضخ المياه الامر الذي يزيد من طول وقت الانقطاع. اضاف اننا نشعر في مدينة الجبيل البلد بالضيق الشديد بسبب مشاكل المياه ونشعر كذلك بعدم الانصاف. ففي الوقت الذي تنتج فيه محطات التحلية في الجبيل كميات هائلة من المياه جعلتها اكبر محطات التحلية في العالم، فانها تعجز عن سد احتياج سكان المدينة التي تنتج من خلالها المياه المحلاة وما ذاك الا بسبب قلة الاهتمام بشكاوى المواطنين وقلة الاهتمام باحتياجات مدينة الجبيل البلد للمياه. هذه المشكلة تحتاج الى تدخل وزير المياه شخصيا لحلها فان لم يحدث ذلك لا قدر الله فستبقى الامور كما كانت عليه دون تغيير، والمتضرر الوحيد منها هم سكان مدينة الجبيل البلد، هذه المدينة التي تصدر المياه المحلاة الى القصيم والرياض والاحساء ومدن الشرقية وتعجز عن سد حاجة سكانها الذين لايتجاوز تعدادهم المائة الف نسمة. اما علي عبدالله النجار فيوضح ان هذا الانقطاع استمر لاكثر من يومين في المنطقة الجنوبية، وهو ليس بالانقطاع الاول ولا يظنه بالاخير. وافاد بان المياه لديهم تزيد نسبة الملوحة فيها عن الحد المسموح به، وشبه المياه لديهم بمياه الآبار الارتوازية وارجع ذلك الى ارتفاع نسبة الخلط واستغرب النجار من مشكلة شح المياه المستعصية والتي استمرت لاكثر من 5 سنوات حتى الآن.