في وقت أعلن فيه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان نيته اعلان موقفه قريباً حول إرسال بعثة أممية إلى العراق، عقد مسؤولون امريكيون كبار محادثات مع مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي في البيت الابيض لمناقشة الدور المحتمل للامم المتحدة في عملية تسليم السلطة للعراقيين التي تعتزم واشنطن القيام بها في يونيو. وقال مسؤول امريكي ان وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ناقشا مع الابراهيمي سبل التحرك قدما في العراق وكيف يمكن للامم المتحدة المساهمة في ذلك. وواجه الرئيس جورج بوش الذي يسعى لاعادة انتخابه في نوفمبر مع تصدر قضية العراق مكانا بارزا في الحملة الانتخابية معارضة بشأن خططه لتسليم السلطة من جانب الشيعة في العراق الذين يطالبون باجراء انتخابات لتقرير هذه العملية. وتحث واشنطن الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري السابق والذي يعمل الان مستشارا لكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة كي يرأس فرق الاممالمتحدة في العراق التي من المتوقع ان تقوم بدراسة جدوي اجراء انتخابات مباشرة خلال بضعة اشهر وخيارات اخرى. واقترحت الولاياتالمتحدة اجراء انتخابات غير مباشرة من خلال نظام مؤتمرات اقليمية في كل من محافظاتالعراق الثماني عشرة وتقول انه سيكون من الصعب تنظيم انتخابات قبل يونيو بسبب عدم وجود قوائم للناخبين وقوانين انتخابية. وقال عنان انه ربما لا يكون هناك وقت كاف لتنظيم انتخابات مباشرة ويدرس طلبا من واشنطن ومجلس الحكم العراقي لارسال فريق الى بغداد لدراسة الوضع والتفاوض في نهاية الامر مع السيستاني . ويقول حلفاء السيستاني الذي تدعم مطالبه تظاهرات جماهيرية شيعية انه سيحترم توصيات الاممالمتحدة. ويريد مجلس الحكم العراقي الانتهاء من اسلوب اختيار اعضاء المجلس خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وتدعو المقترحات الامريكية الى انتخاب المجلس حكومة سيادية مؤقتة بحلول يوليو. ولكن من بين الامور التي تشغل عنان في قضية اعادة موظفي الاممالمتحدة الى العراق الوضع الامني. فيوم الاحد الماضي قتل ما لايقل عن 25 شخصا في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على مقر الادارة التي تقودها الولاياتالمتحدة في بغداد. ويوم الخميس اصيب قائد لشرطة الحرس المدني الاسباني بجروح خطيرة اثر اصابته بالرصاص في رأسه فيما وصفه مسؤول بانها عملية ضداعضاء جماعة ارهابية. ومنذ غزو الولاياتالمتحدةالعراق في مارس قتل 505 جنود امريكيين منهم 349 في عمليات قتالية. من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الجمعة في دافوس في سويسرا انه سيقوم قريبا باعلان حول ارسال بعثة استطلاع للأمم المتحدة الى العراق. وكان عنان أعلن الاثنين اثر اجتماع مع مسؤولين أمريكيين انه يدرس احتمال ارسال بعثة الى العراق لتعطي رأيها في شأن الوضع على الأرض، لا سيما حول مسألة تنظيم انتخابات ونقل السيادة الى العراقيين. وقال عنان لوكالة فرانس برس بعد القائه خطابا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي اننا نواصل التفكير والتحليل وسأدلي باعلان قريبا. ولم يرغب عنان باعطاء مزيد من التفاصيل. والتقى الامين العام للمنظمة الدولية في نيويورك الاثنين باعضاء في مجلس الحكم الانتقالي العراقي والحاكم المدني الاميركي الأعلى على العراق بول بريمر. واشار عنان الى ان بريمر والمسؤولين العراقيين طلبوا منه ارسال فريق تقني يحدد على الارض ما اذا كان ممكنا تنظيم انتخابات بحلول مايو. ودعت الولاياتالمتحدة الخميس مستشار الامين العام للامم المتحدة الاخضر الإبراهيمي للقاء مسؤولين في الادارة بهدف طلب مساعدته في اطار طمأنة المعارضة الشيعية في العراق التي تعارض الخطة الاميركية لنقل السيادة. وقد التقى الإبراهيمي بوزير الخارجية الأمريكي كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس وكبير مساعديها للشرق الاوسط روبرت بلاكويل. وقد انهى الإبراهيمي اخيرا مهمته كممثل خاص للامين العام للامم المتحدة في افغانستان. ويطالب آية الله علي السيستاني بانتخاب الجمعية الوطنية الانتقالية التي يفترض ان تتشكل بحلول 31 مايو في العراق، في حين ان اتفاق 15نوفمبر الذي يحدد مراحل نقل السلطة في اواخر 2005 ينص على تعيين اعضاء هذه الجمعية.