وصلت أمس السبت الى العاصمة العراقية بعثة الاممالمتحدة المكلفة ببحث امكانية اجراء انتخابات تشريعية عامة خلال فترة قصيرة، الامر الذي يطالب به السيد علي السيستاني أحد المراجع الشيعية في العراق. ويشكل هذا الفريق الذي وصل في الساعة 11.20، أول بعثة رسمية للامم المتحدة الى العراق منذ ان سحبت المنظمة الدولية موظفيها اثر تعرض مقرها في بغداد لاعتداءين داميين في اغسطس وسبتمبر 2003. وقال امين عام الاممالمتحدة كوفي عنان في بيان: يسعدني جدا ان اعلن ان فريقي وصل الان الى بغداد وسيبدأ مشاورات مع المسؤولين العراقيين وسلطة التحالف المؤقتة وسيبذل جهوده للالتقاء بممثلي جميع الفصائل والاستماع الى كل وجهات النظر الراقية بدون استثناء. وكان عنان قد اعلن في السابع والعشرين من الشهر الماضي عزمه على ارسال فريق عمل الى العراق لدرس امكانية اجراء انتخابات عامة في هذا البلد قبل يونيو المقبل. وفي حين قال علي الجبور المستشار الصحافي لعضو مجلس الحكم الانتقالي موفق الربيعي ان قوات التحالف مستعدة لتقديم اي مساعدة للبعثة الدولية سواء كانت لوجستية او تقنية او امنية، رفضت قوات التحالف التعليق على وصول البعثة وقال المتحدث باسم هذه القوات دان سينور لمراسل فرانس برس: لا اريد التعليق على نشاطات فريق الاممالمتحدة. وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 15 نوفمبر بين قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة ومجلس الحكم الانتقالي العراقي على انتخاب جمعية انتقالية بالاقتراع غير المباشر في اطار عملية انتقال السلطة الى العراقيين قبل 30 يونيو 2004. الا أن السيستاني اصر على اجراء انتخابات عامة مباشرة. ولم يستبعد عنان تعديل الجدول الزمني المحدد اذا ما اوصى فريق الاممالمتحدة بذلك. ويتزامن وصول هذا الفريق مع بدء النقاش الاحد حول قانون ادارة الدولة الذي من المفترض ان ينظم ادارة البلاد خلال الفترة الانتقالية من الصيف المقبل حتى نهاية العام المقبل اي بعد اقرار الدستور الجديد واجراء انتخابات مباشرة حسبما ينص عليه اتفاق الخامس عشر من نوفمبر الماضي. ميدانيا، قتل مهاجمان عراقيان برصاص الجنود الامريكيين في هجومين منفصلين شمال بغداد حسبما اعلن السبت الجيش الامريكي. وكان ثلاثة عراقيين يستقلون شاحنة قاموا بفتح النار على جنود امريكيين مساء الجمعة في سامراء (125 كلم شمال بغداد). ورد الجنود على النار بالمثل مما ادى الى جرح احد المهاجمين الذي توفي السبت حسبما اعلن المتحدث باسم فرقة المشاة الرابعة التي تتخذ من تكريت مقرا لها على بعد 180 كلم شمال بغداد. كما قامت مروحية تابعة لهذه الفرقة بفتح النار على عراقي مما ادى الى مقتله بعد ان اشتبهت بقيامه باطلاق قذائف صاروخية قرب مدينة بلد (75 كلم شمال بغداد) على قاعدة عسكرية امريكية. وعثر الجنود الامريكيون بعدها على عراقي آخر في المكان نفسه مصابا وبجواره ثلاث منصات لاطلاق الصواريخ بينها اثنتان استخدمتا. كما اعتقلت القوات الامريكية 18 عراقيا في شمال كركوك على بعد 255 كلم شمال بغداد حسبما اعلنت الشرطة العراقية.