مع كل عملية فدائية جديدة تستهدف اسرائيل يرفع الفدائيون اصواتهم بشرعية الجهاد وشرعية المقاومة وشرعية الحلم في استرجاع فلسطين، ولكن ترفع اسرائيل صوتها تنديدا لهذه العمليات ولا شرعيتها وترفع معها الحكومات الفلسطينية المتعاقبة صوتها استنكارا لمثل هذه العمليات وتوعدا بتتبع المسؤولين عنها. هنا نقف لنسأل عن علاقة هذه الحكومات بالفدائيين وحركات المقاومة؟ هل ان وجود حكومة فلسطينية ورئيس وزراء على رأسها يخدم مصلحة الفلسطينيين؟ هل ان هذه الحكومات تريد تطويق حركات المقاومة وبذلك التخلي عن هدفها وعن واجبها؟ ام انها تريد دفعها وتشجيعها معنويا ولوجستيا؟ ان تفكر الحكومة الفلسطينية في الامتثال لمطالب اسرائيل: العودة الى طاولة المفاوضات والوصول الى سلام مع الفلسطينيين رهن وقف عمليات المقاومة وتجريد الفدائيين من اسلحتهم يعني انها توافق على تطويق العمليات الفدائية. ولكن هل سيتخلى الفدائيون عن الواجب؟ ان كان نعم فذلك يعني الرضوخ والتفريط في الوطن, الدين, الحلم والحرمات. ويعني ايضا الخيانة خيانة الارض وتسليمها. اما ان كانت الاجابة لا فذلك يعني ان الفدائيين نساء ورجالا يحكمون على انفسهم بالموت اما استشهادا او اغتيالا، موت شريف في كلتا الحالتين موت في سبيل الواجب، في سبيل الحلم. اما ان تفكر الحكومة الفلسطينية في التغاضي عن اوامر اسرائيل نحو دفع حركات المقاومة وتشجيعها معنويا ولوجستيا فذلك يعني انها تضرب عرض الحائط مبدأ السلام بالتفاوض في حين انها حكومة مقيدة بارتباطاتها الدولية مع جميع الاطراف الرافعة لشعار "اضبطوا الامن"، اهم المطالب للعودة الى التفاوض. فهل الحكومة على ما هي عليه الآن تصلح لان يسلمها الفلسطينيون اعناقهم لتمثيلها داخليا وخارجيا؟ ان تقف الحكومة الفلسطينية الى جانب المقاومة فذلك يعني انها ستنقلب الى حكومة كفاح. بمعنى انها ستترك الشعب يؤدي واجبه بمؤازرتها وتكون حينئذ صوته الذي يصل الى الرؤساء والمؤتمرات الدولية والمعاهدات وغيرها من ايتيكيت اللعبة السياسية التي تديرها القوى المتحكمة. ولكن الاكيد ان حركات المقاومة صارت اليوم اقوى من اية حكومة. لانه وعلى حد قول الشاعر محمود درويش في احد مقالاته"من لا يحارب ولا يصلي، مكتفيا بلعبة الحظ لا يستطيع البقاء في القدس"