تواصلت نكبات الكرة المصرية في الآونة الاخيرة بعد فشل المنتخب الاول في تخطي الدور الاول لنهائيات كأس امم افريقيا الرابعة والعشرين لكرة القدم المقامة حاليا في تونس حتى 14 من فبراير الحالي وذلك للمرة الاولى منذ 12 عاما. وكانت الكرة المصرية قد اصيبت بخيبتي امل اواخر العام الماضي تمثلت الاولى في فشل منتخب الشباب في مهمته في المنافسة على لقب بطولة العالم التي اقيمت في الامارات اواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر الماضيين، والثانية في فقدان المنتخب الاولمبي كل الآمال في المنافسة على بطاقة مجموعته المؤهلة الى مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية المقررة في أثينا الصيف المقبل. وعقد الاتحاد المحلي ومعه الشعب المصري آمالا كبيرة على المنتخب الاول للمنافسة على لقب بطل القارة السمراء الذي يتقاسم رقمه القياسي مع الكاميرون وغانا، بيد ان الامور لم تجر بما يشتهي الفراعنة وخرجوا خاليي الوفاض من الدور الاول. وغالبا ما يرتبط الاخفاق بعوامل سلبية عدة او بعدم توافر الامكانات سواء البشرية او المادية، لكن حالة الكرة المصرية تختلف كل الاختلاف عن ذلك لانها تملك كل السبل لبلوغ اعلى منصات التتويج وهو ما اتضح جليا في بطولة العالم للشباب عندما خرج المنتخب المصري من الدور ربع النهائي بخسارته امام الارجنتين بالهدف الذهبي علما بأنه قدم عروضا جيدة بلاعبين موهوبين ابانوا عن علو كعبهم في مقدمتهم الحارس شريف اكرامي ولاعبي الوسط حسني عبد ربه وأحمد فتحي. كما ان الهزة التي اصابت المنتخب الاولمبي لم تكن متوقعة لان صفوفه ضمت خيرة اللاعبين الذين ساهموا بانجاز مصر في مونديال الشباب عام 2001 في الارجنتين بحلولهم في المركز الثالث، ثم في احراز فضية دورة الالعاب الفرانكوفونية في مدينة اوتاوا الكندية ثم نيلهم لقب دورة الصداقة للمنتخبات الاولمبية. وكان بيت القصيد هو المنتخب الاول الذي علقت عليه آمال كبيرة لمحو الصورة المخيبة لمنتخبي الشباب والاولمبي واستعادة مجد الكرة المصرية خصوصا انها مرشحة لنيل استضافة مونديال 2010 في منافسة مع جنوب افريقيا والمغرب وتونس وليبيا، بيد ان الامور جرت بما لا يشتهي اشد المتشائمين، لأنهم قدموا عروضا جيدة منذ البداية لكن الحظ لم يحالفهم في تخطي الدور الاول فكان الاخفاق للمرة الاولى منذ 12 عاما وبالتحديد عام 1992 في ساحل العاج. ودفع المنتخب المصري ثمن خسارته المفاجئة امام الجزائر 1-2 في الجولة الثانية غاليا لانها كانت السبب الرئيسي في فشله في التأهل الى الدور ربع النهائي لانه كان الطرف الافضل طيلة المباراة وسنحت لمهاجميه فرص عدة حقيقية للتسجيل تناوبوا على اهدارها ليخطف المنتخب الجزائري، الذي كان يلعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 56، فوزا ثمينا في الدقيقة 86 عبر حسين عشيو من مجهود فردي رائع من منتصف الملعب. وحتى في مباراته الاخيرة ضد الكاميرون حاملة اللقب في النسختين الاخيرتين كان المصريون الافضل والاقرب الى الفوز بيد ان الفعالية امام مرمى المنتخب الخصم كانت غائبة تماما وبالتالي ضاع الفوز الذي كانوا في أمس الحاجة اليه لمواصلة المشوار. وككل مرة يكون الضحية المدير الفني والجهاز المعاون له، فاقيل شوقي غريب (المنتخب الاولمبي) من منصبه مباشرة بعد الخسارة امام تونس 1-3 وهي الثالثة على التوالي في التصفيات الاولمبية والسادسة على التوالي في مبارياته الست الاخيرة بعد 3 هزائم في دورة الالعاب الافريقية التي اقيمت في نيجيريا، ثم أعلن المدير الفني للمنتخب الاول محسن صالح أنه سيقدم استقالته مباشرة بعد عودته الى القاهرة. وعزا صالح قراره الى فشله في الهدف المحدد في عقده المبرم مع الاتحاد المصري ومسؤوليته عن ذلك خصوصا الخسارة امام الجزائر حيث اعترف بان التغييرات التي قام بها لم تجد نفعا. وقال صالح : عند توقيع العقد مع الاتحاد المصري كانت هنا ثلاثة أهداف الاول التأهل الى نهائيات امم افريقيا والثاني المنافسة على لقبها والثالث التأهل الى مونديال 2006، مضيفا: نجحت في الهدف الاول وفشلت في الثاني وبالتالي فان شرف المهنة يحتم علي الاستقالة لترك مكاني للمدرب الاجدر بقيادة مصر الى المونديال. وتابع : قدمنا أفضل العروض في البطولة بيد ان الحظ لم يحالفنا في التأهل. ومن بين العوامل التي ساهمت في الفشل الذريع للمصريين عدم ظهور نجمه مهاجم مرسيليا أحمد حسام "ميدو" بمستواه الحقيقي وبالتالي كان خط الهجوم المصري عاجزا تماما عن التهديف والدليل اكتفاؤه بتسجيل ثلاثة اهداف في 3 مباريات واحد عبر لاعب الوسط تامر عبد الحميد والثاني عبر البديل محمد بركات والثالث عبر احمد بلال. وواجه صالح انتقادات كثيرة لاعتماده على ميدو وعدم تبديله في اكثر من مباراة خصوصا ان اسلوبه كان يتركز عليه وبالتالي فان المنتخبات التي واجهها وعت لذلك جيدا وفرضت رقابة لصيقة بالمهاجم "المدلل" عند صالح، فشلت حركة خط الهجوم. وعموما، بات المنتخب المصري مطالبا بمراجعة اوراقه خصوصا انه سيخوض مشوار التصفيات المؤهلة الى مونديال 2006 في المانيا وبالتالي عليه ان يتفادى ما حصل له في تصفيات امم افريقيا الحالية حيث حجز بطاقته بشق الأنفس برغم ضم مجموعته لمنتخبين مغمورين هما مدغشقر وموريشيوس. من لقاء مصر مع الجزائر ميدو لم يقدم شيئا يذكر لمصر في البطولة