عزيزي رئيس التحرير هذا الموضوع تحدث وكتب عنه الكثير ولكن مازال السؤال قائما: من هو الكاتب الحقيقي؟ وهل اي شخص مارس الكتابة يسمى كاتبا؟ ان الكتاب انواع: كاتب يحمل هم مجتمعه وامته في قلبه وتفكيره فهو ضمير وطنه مشغول البال دوما لا يعرف طعم الراحة حتى لو استراح قليلا، ترى قلبه نارا تتأجج يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، هاجسه القضايا التي يراها امامه فيترجمها على الورق من خلال فكر واع وصاف يعشق حروفه ويدافع عنها الى آخر رمق في حياته، لانه مؤمن بما يكتب ويعرف بان الكلمة مسؤولية وسيحاسب عليها يوم القيامة (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) مقالة له تعدل مئات المقالات لا يهمه التلميع والتزييف، لانه يكتب هموم الاخرين والكتابة تسري في عروقه. قيل للشعبي اي شيء تعرف به عقل الرجل؟ فقال: اذا كتب فاجاد. وقال الحسن بن وهب: الكاتب نفس واحدة تجزأت في ابدان متفرقة. "كاتب مدمر يحمل افكارا هدامة" وما اكثر هذا النوع. وكاتب كل همه نفسه يسعى للشهرة على حساب الاخرين ويريد القمة والاسم اللامع وممكن ان يصل ولكن بالزيف والخداع والتلميع البراق (الواسطة لها دور كبير في ذلك) وهذا النوع من الكتاب (لا يساوي ثمن الحبر الذي يكتب به كاتب متألق يكتب في كل شيء، الكل يصفق له بحرارة (ياعمي ياسيدي) ولكنه يرى الناس من الاعالي ولا يهمه غيره من الكتاب ناسيا او متناسيا بان هذه النعمة (الكتابة) من الله وقادر على سلبه اياها في اي وقت. كاتب لامع يتشدق بالمبادىء والقيم والاخلاق وهو عنها بعيد، وعندما تصطدم بالواقع تتمنى انك لم تعرفه، كاتب كل همه حشو عموده اليومي (بأي كلام) المهم بانه (يقبض) اخر الشهر مالا على ما خربش به قلمه كاتب، بارد، جامد، يكتب في امور بعيدة عن الواقع، لا يشعر القارىء بما يكتب ولا تمس كتاباته حرارة قلبه (ليس له موقع من الاعراب).. كاتب ليس له في الكتابة ومع ذلك يقحم نفسه في الكتابة رغما عنها ولكن هل سينجح؟==1== حمار في الكتابة يدعيها==0== ==0==كدعوى ال حرب في زياد فدع عنك الكتابة لست منها==0== ==0==ولو غرقت ثوبك في المداد==2== كاتب ممكن نطلق عليه لقب ابن بطوطة دوما مسافر يكتب عن المطرب الفلاني والراقصة الفلانية وصورة له مع هذه وتلك ياترى ما الفكرة التي سيقدمها للقارىء، من خلال تلك الاخبار التي يتتبعها ومع ذلك هذا الكاتب مشهور. كاتب يكتب في امور عدة ولكن لا يملك فن التعامل مع الاخرين، ويسخر من الكل، وهذا النوع من الكتاب للاسف موجود لكنه (فقاعة صابون) لن تدوم. كاتب له مكانته بين المثقفين وقراؤه كثر يكتبون اليه همومهم وعندما تقرأ رده عليهم تشفق على كل من ارسل اليه كلمة واحدة لا اعرف كيف تثق الناس بهذه الشاكلة. كاتب ينتظر القراء كتاباته بفارغ الصبر لتحلق ارواحهم مع روحه ويتفاعلون مع ما يكتب فيريح قلوبهم ويشعرون بانه المتنفس الوحيد لهم يقولون له: نعم هنا ولا هناك.. كتاباته قليلة، المهم الكيف وليس الكم، كاتب وشاعر معروف يكتب وله محبون ومعجبون بقلمه ولكنه لا يرد الا على من يعرفهم من الشلة اما غيرهم آمنة السبيت