توج البيان الملكي الداعم للسلطة الرقابية في تجربتها المحاسبية الاولى التي تمت على يد اعضاء المجلس النيابي لأعضاء السلطة التنفيذية الخطوة الاولى في طريق الالف ميل الديموقراطي, وقطع الطريق بذلك على المترددين والمشككين بمصداقية المشروع الاصلاحي وقدرته على الصمود والمضي قدما. لقد مرت السلطة التنفيذية البحرينية ولاول مرة بتجربة لم تكن سهلة بتاتا حين وضع ثلاثة من وزرائها على المنصة موضع المساءلة ليستمعوا لتقرير تضمن اتهامات خطيرة على مرأى ومسمع من البحرين كلها, طالت حتى وصلت لاسلوب الادارة الحكومية بأسرها لا هيئتي التقاعد فحسب. وقد حاول البعض التشكيك في قدرة السلطة على التحمل او التشكيك في محدودية السقف المتاح للادوات الرقابية الدستورية, انما وقوف رأس الحكم على الحياد كان النقطة البارزة والاهم لجميع المراقبين, وكذلك التعاون المطلق للسلطة التنفيذية الذي كان بلا حدود قطع الطريق على كل الاصوات المشككة والمتخوفة من تكرار تجربة 75, وذللت الحكومة العديد من العقبات واختصرت طريقا شائكا حين صرحت انها اعطت توجيهاتها بالتعامل الايجابي مع التوصيات وحين تقبل وزراؤها وضعهم وضع المساءلة حتى فيما لو ماطلت السلطة في تنفيذ توصيات اللجنة! واعطى الجميع بذلك مثالا لما يمكن ان يتحقق للوطن والمواطنين فيما لو تعاملوا بهذه الروح الايجابية وفق القانون وبالنظم المؤسسية التي تحفظ الحقوق, والناس لا يريدون اكثر من ذلك حين يتعلق الامر بإعادة الامور لنصابها, ولنا كلمة بهذه المناسبة للسادة الوزراء الثلاثة الذين حضروا الجلسات ولأعضاء الهيئتين وكبار موظفيها. لقد ابدوا جميعا قدرا كبيرا من الصبر والجلد والتسامح يستحقون الشكر عليه, وان كان احدهم قد شعر بالغبن او بالضرر فحقه محفوظ وليس هناك احد فوق القانون بما فيهم النواب. انما اهم ما في هذه التجربة والذي يجب التوقف عنده كثيرا هو البيان الملكي فقد دلل على ان القيادة مصممة على ترك الامور تأخذ مجراها الطبيعي دون تدخل منها, والحكومة تعلم انها حين اقسمت قسمها على احترام الدستور قد ابدت استعدادها الضمني لتقبل مبدأ المحاسبة والرقابة على ادائها, وهذا يعني التعاون التام في تقديم المعلومات والقبول بالاستجواب والرضا بالنتائج وتنفيذها او المساءلة حين التقاعسعن التنفيذ, مما يعني ان السلطتين ستتعاملان معا مستقبلا بحرفية دون غطاء سياسي يحمي احداهما مقابل الأخرى فان اختلفتا فالقضاء حكم بينهما وهذا اهم انجاز حققته هذه التجربة نرجو الحفاظ عليه.. لذلك فاننا نحتاج جميعا لاخذ نفس طويل .. فالقادم ليس سهلا ابدا لكنه الاجمل بالتأكيد فقد فتح الطريق في البحرين!! * كابتة بحرينية