لا شك أن هناك ريبا في مبررات إدارة الرئيس بوش الأولية في غزو العراق وهي الخوف من أسلحة الدمار الشامل التي يخفيها صدام حسين ذلك المبرر الذي لا أساس له من الصحة والذي كشف زيفه - 9 أشهر من عمليات البحث الفاشلة عن أسلحة الدمار الشامل. إلا ان هناك 3 تقارير تم تسريبها الأسبوع الماضي تعزز من الشكوك حول التصرف المتهور للإدارة الأمريكية في غزو العراق.. لقد رسموا صورا بعيدة جدا عن الحقيقة وصوروا العالم الذي يحيا فيه صدام حسين بأنه يعمل بحماس لا يمكن تجاهله لان يجعل العراق قوة تمثل تهديدا دوليا.. لقد ألحوا على هذه الصورة دون وجود دليل على أي خطوة جادة حقيقية تجاه ذلك. لقد دعمت تلك التقارير قناعتنا بان الادعاءات حول التهديدات التي تمثلها العراق لم تكن تستدعي ذلك الغزو الضروري للعراق دون انتظار المساندة والدعم الدولي، وأرجعت هذه التقارير للاستخبارات الامريكية وما قدمته من معلومات تسببت في تضليل الكونجرس والرأي العام واستحواذ الهاجس لدى الإدارة الامريكية لضرب العراق. وأصبح احتمال العثور على أسلحة دمار شامل في العراق هو احتمال بعيد جدا بعد ما نشره بارتون جيلمان المحرر في واشنطن بوست الأسبوع الماضي وهو محرر مطلع على وثائق حرب العراق واجرى عددا من المقابلات الشخصية مع الشخصيات الرئيسية للعراقيين وفريق البحث الأمريكي. وقال انه وجد من كل ذلك ان الجهود التي بذلتها العراق لانتاج أسلحة إرهابية هو أمر ضعيف وغير ممكن الحدوث نتيجة للصراعات والعقوبات وحظر الاسلحة الذي منع العراق من تطوير برامج أسلحتها. فعلى سبيل المثال إن برنامج انتاج صواريخ بعيدة المدى بحيث تصل لعواصم جيران العراق كل ما هو موجود منها مجرد تخطيطات وحسابات دقيقة مسجلة كلها على اسطوانتي كمبيوتر ، وقدر الخبراء الامر بحوالي 6 سنوات لبناء مثل هذه الصواريخ لتصلح للعمل كلية كما ان هناك خريطة الجينات التي صممت في مختبر لانتاج الاسلحة الجرثومية ولم تكتمل بعد. وهناك دليل اخر هو ذلك الخطاب الذي كتبه مسئول برنامج الأسلحة غير التقليدية وهو احد ابناء صدام حسين عام 1995 يؤكد فيه بتصريح واضح ان العراق دمرت مخزونها الداخلي من الاسلحة البيولوجية التي كانت بحوزتها عام 1991 مثبتا بذلك زيف ادعاءات وتقديرات الاستخبارات الامريكية حول امتلاك العراق لكميات كبيرة من المواد الجرثومية. إن الاخفاق في العثور على أي شيء في العراق يدل بشكل خاص على الاضطراب الذهني الذي يعانيه كينيث بولاك مسئول الامن القومي السابق في ادارة كلينتون "عاصفة التهديدات" -وقضية غزو العراق ذلك الكتاب الذي قاد العديد من المعتدلين والديموقراطيين للاعتقاد بان غزو العراق امر مبرر. ولكن بعد الاخفاق في العثور على أي تهديد تمثله العراق القى كينيث باللوم على مسئولي الاستخبارات الذين بالغوا في تقدير ما تملكه العراق من برامج للاسلحة بدات في اواخر التسعينات. ويرجع سبب ذلك الى النقص الكبير في المعلومات والادلة التي قادت المحللين والخبراء لافتراض الاسوأ فيما يتعلق بما تخفيه العراق ، لكنه ادان ايضا ادارة بوش في استغلال الاستخبارات وما قدرته من معلومات لخلق حالة حرب خاصة عندما ذكرت أن العراق قادرة على انتاج اسلحة نووية خلال عام. بينما يحتاج الامر فعليا من 5 الى 7 سنوات على الاقل بل وحتى هذا الرقم يبدو الان في ضوء ما اتضح فترة زمنية غير منطقية لانتاج برامج نووية. نيويورك تايمز