يكرهون هذه المهنة لأن فيها اذلالا وانتقاصا لهم من قبل المجتمع كما أنها تسبب لهم الكثير من المضايقات والاحراجات لكنهم مجبرون على ذلك من قبل آبائهم الذين ضاق بهم الحال بسبب الظروف المعيشية القاسية ومتطلبات الحياة وتعقيداتها مما جعلهم يدفعون بفلذات اكبادهم الى امتهان التسول وتعريضهم لكل ما يمكن أن يقال إما لحاجة ماسة فعلا أو لغرض كسب المزيد من المال الذي ربما يكونون في غنى عن ذلك غير مدركين النتائج والآثار السلبية التي ستنعكس على أولادهم مستقبلا . فأي قلوب يحمل هؤلاء الاباء؟ اهانة! يقول مصلح محمد 17 سنة بعد أن ماتت أمي تزوج أبي وتركنا نعيش أنا واخي وأخواتي الثلاث مع خالتي ورفض أن يصرف علينا وطلب منا أن نتسول ونصرف على أنفسنا وعلى مستلزمات الدراسة التي يطلبها شقيقاتي حيث إنني أتسول انا وأخي وبقية أخواتي يدرسن ويجلسن في البيت لمساعدة خالتي الكبيرة في السن وفي وقت التسول يكون أخي الذي يبلغ من العمر 12 سنة في مكان وأنا في مكان آخر وفي نهاية اليوم نجمع ما حصلنا عليه ونعطيه لخالتي مقابل إقامتنا عندها واذا قمنا بزيارة أبي يصرخ في وجوهنا ويطردنا وأنا وأخي نكره هذا العمل لأننا نتعرض للإهانة والسب من قبل الناس. حاجة ماسة! اما عبد الله عبد الرحمن 16 سنة فقال: لا أمارس هذا العمل دائما ولكن للحاجة الماسة فأبي كبير في السن ويعمل في السوق على (عربية) صغيرة وعندما لا يبيع شيئا ويعود الى البيت صفر اليدين يطلب مني الخروج الى التسول أصبح هذا العمل شيئا عاديا لدي. سرقة ! حسن علي 16 سنة صديق عبد الله عبد الرحمن يقول: هذه المهنة اجبرني عليها والدي واوزع وقتي على فترتين الفترة الصباحية واجلس من خلالها امام المساجد والفترة المسائية بجانب أحد المجمعات التجارية واذا رجعت الى البيت بنقود قليلة يصرخ أبي في وجهي ويتهمني بسرقة بقية النقود واذا لم اخرج وطلبت الجلوس في البيت أتعرض للضرب من قبل أبي وأنا لاأحب هذه المهنة وأشعر بالخجل وأنا أمد يدي للناس طالبها المساعدة. 300 ريال ! ياسر عمر 14 سنة يقول أمي دفعتني للتسول لأنها مارست هذا العمل منذ ان دخل والدي السجن وأنا الآن أشحت معها لنسدد ايجار المنزل الواقع بحي الخليج ومصاريف العيش واحصل في اليوم الواحد على 300 لى 600 ريال تقريبا وقد قبضوا علي مرة فاضطرت أمي لدفع 4000 ريال مقابل الافراج عني .. وأنا طبعا لا أحب هذه المهنة وتعرضت للضرب عدة مرات وأنا أشحت واذا أردت الجلوس في البيت تضربني أمي وتطلب مني الخروج للشحاته. دكتوراة ! يحيى يوسف 12 سنة يبدو عليه الذكاء تزوج أبوه وتركه مع والدته واخوانه السبعة يعانون قسوة الحياة ومرارتها ولم يكلف نفسه حتى السؤال عن حالهم يقول يحيى: بعد أن تركنا والدي عانينا كثيرا واجبرتني أمي على الخروج للتسول من أجل الحصول على لقمة العيش واذهب للتسول واجلس لمدة 3 4 ساعات يوميا وأحيانا يوما كاملا واحصل على 300 ريال وأحيانا 200 ريال وأنا أكره هذا الشيء أنني أتعرض لمضايقات كثيرة من الناس في الشارع كما ان أصحاب النفوس الكبيرة يعيرونني واتمنى ان اصبح دكتورا في المستقبل. كسب مهنة ! عوض ابراهيم الطفل الذي يبلغ من العمر 6 سنوات يقف أمام أحد المساجد الواقع بحي النخيل ليمد يده طالبا المساعدة من الناس يتحجج بحجج مختلفة وعندما سالته لماذا تشحت ؟. رد وقال: أنا مسكين وأريد ان اشتري اكلا!! وخلال حديثي معه سألته من الذي يجبرك على ذلك ؟. فاجاب والدي هو الذي يجبرني على ذلك أنا واخوتي فسألته لماذا ؟ قال حتى اتعلم منهم التسول لكي اصبح أكثر من اخوتي في جمع المال. ظروف صعبة ! صالح سعيد يبلغ من العمر 11 سنة له من الاخوة 5 ووالده عاطل عن العمل يقول يدفعني أبي أنا وأخي الى التسول من أجل مستلزمات البيت ومتطلبات مدارس شقيقاتي حيث يأخذنا أبي في الصباح أنا وأخي الذي يصغرني سنا ويذهب بنا الى مكان كل واحد فينا للتسول واحصل على ما يقارب 200 الى 400 ريال يوميا وفي نصف الليل ياتي أبي ويأخذنا من المكان الذي نتواعد فيه كل يوم وأنا لا أحب هذه المهنة لأنها سيئة وتسبب لي المشاكل لكن ماذا أفعل إذ لم أخرج من البيت للتسول اتعرض للضرب من قبل أبي أما شقيقاتي فبعضهن يدرسن وظروفنا المادية صعبة جدا واذا لم نمارس هذه المهنة فسنموت جوعا.