@ تقبل المنتخبات العربية الإفريقية على مونديالها القاري بعد أيام وهي أكثر ما تكون مواجهة بتحديات كثيرة، ربما كان أولها هو إعادة رسم موقع في خريطة الريادة بعد أن سجلت السنوات الأخيرة تراجعا رهيبا، لم يتوقف فيه الأمر عند مجرد فقدان مراكز في التصنيف العالمي للفيفا، ولكنه تعداه بشكل بديهي إلى الخروج من الدورات الثلاث الأخيرة لكأس أمم إفريقيا بوفاض خال، بل منها من أخرجته المنافسات من أدوارها الأولى بشكل مذل.. وإذا كانت سنة 1998 هي آخر عهد للكرة العربية الإفريقية مع لقب قاري، عندما نجح الفراعنة بقيادة الجنرال محمود الجوهري وبإيحاء قوي من الملهم والهداف حسام حسن في القبض على اللقب الإفريقي ببوركينافاسو في دورة ميزتها بساطة التنظيم وقساوة الأدغال والأحراش الإفريقية، فإن الدورتين اللتين أعقبتاها كانتا كارثيتين في الحصيلة الرقمية وحتى في المنتوج الكروي الخالص، حتى أنه ما عاد هناك مجال لطمس حقيقة واضحة وعارية، هي أن كرة الشمال الممثلة بخمس دول عربية باتت فقيرة في حسها الإبداعي، فقد أطلت موجة عاتية من جنوب الصحراء أتت على قصور الأحلام التي كنا نبنيها نحن العرب على الرمال، أحلام كلها وهم بريادة أصبحت مجرد رسم على الورق.. وكان من المنطقي في أعقاب هذه الهزات المنطقية أن يسأل عرب إفريقيا أنفسهم.. لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟ ما الذي ردم بهذه السرعة هوة الإبداع والتميز والتفوق التي كانت تفصل بيننا ككرة شمال وبينهم ككرة جنوب؟ وكيف يمكن أن نتدارك الموقف ونتسلح بأسلوب عمل جديد نقوى به على المواجهة المستقبلية حتى لا تطمس كل معالمنا ونصبح مجرد أطلال كروية منتصبة في متحف التاريخ؟. كانت هذه الأسئلة تطرح باستهجان في مصر وتونس والجزائر والمغرب، ولكن الجواب عنها يكون أكثر استهجانا، فكل واحد يفتعل أزمة وحده، وكل واحد يتصور أن مصيبته أهون من الآخر، وكل واحد يفكر في تجميل صورته المخدوشة في عيون الآخرين غير آبه بصورة الآخر.. وأبدا لم يكن هناك تفكير جماعي، وكأن الآخرين بما يفعلون وبما يفكرون، لا يعتبرون أن المواجهة هي مواجهة صريحة مع دول الشمال التي كانت لفارق الخبرة والإمكانيات والتراكمات أكثر تسيدا لكرة إفريقيا إن على مستوى منتخباتها وإن على مستوى أنديتها.@ *الاتحاد الإماراتية