ستتاح اكثر من خمسة ملايين صورة مفصلة التقطت من الجو اثناء الحرب العالمية الثانية على الانترنت اعتبارا من يوم غد الاثنين مما سيعطي الناس فرصة للتعرف على بعض من اقسى اللحظات الرهيبة والدرامية في الصراع. فمن تصاعد الدخان من محرقة معسكر اعتقال اوشفيتز الذي يشاع عنه أن شهد اعدام ملايين الأشخاص على يد النازي الى نزول القوات الامريكية على شاطىء اوماها في السادس من يونيو حزيران عام 1945، تحكي الصور قصصا درامية. وقال رئيس المشروع الآن وليام هذه الصور تسمح لنا برؤية الحرب الحقيقية من مصادرها الاصلية. انها تشبه عملية اعادة تجسيد للواقع. واضاف لرويترز كانت غير مصنفة قبل سنوات وكان الامر يستغرق اياما للعثور على صورة واحدة. الآن تمت معالجتها بالتكنولوجيا الرقمية وستتاح على الانترنت وستستغرق ثواني. والطيارون الذين التقطوا هذه الصور ذات التفاصيل الدقيقة تمتعوا بجسارة فائقة فقد حلقوا غير مسلحين وبلا حماية وطاروا في اغلب الاحيان على مستويات منخفضة جدا لانجاز مهامهم. وفي الصور التي التقطت لمعسكر اعتقال اوشفيتز على سبيل المثال يمكننا ان نرى السجناء وهم يصطفون في انتظار النداء على اسمائهم وفي صور يوم انزال الحلفاء لقواتهم في فرنسا نستطيع ان نرى الجثث طافية في البحر. وفضلا عن هذه الصور الأخاذة والتي جرى التقاط اكثر من اربعين مليون صورة منها على مر السنين وحفظت في الارشيف الوطني توجد صور اخرى للبارجة الالمانية بسمارك اثناء اختبائها في ممر بحري بالنرويج. وبعد مرور سبعة ايام على التقاط هذه الصورة في مايو ايار عام 1941 قصفت قوات مشتركة من البحرية الملكية وسلاح الجوي الملكي البريطاني بضراوة اقوى السفن الحربية الالمانية اثناء الحرب واغرقتها. كما توجد صورة اخرى تعرض تفاصيل دقيقة للدمار الشامل الذي ألحقته غارات القصف الضارية بمدنية كولونيا الالمانية. وتظهر بعض الصور طائرات شراعية تحلق بجوار جسر بيجاسوس الذي اجتاحته القوات البريطانية المحمولة جوا قبل الفجر صبيحة يوم انزال الحلفاء لقواتها في فرنسا لتحريرها من النازي. ولا تقتصر الفائدة من هذه الصور على سرد الوقائع التاريخية فهي تستخدم حتى يومنا هذا في عمليات كثيرة للكشف عن القنابل التي خلفتها الحرب ولم تنفجر وظلت قابعة كشاهد يحمل في طياته الموت على احداث الحرب. وقال وليام يتصلون بنا كثيرا عندما يعثرون على قنبلة لم تنفجر. نفتش ان كان بحوزتنا بعض الصور التي التقطتها طائرات الاستطلاع وقتها للمنطقة ونبعث بها اليهم حتى يكون باستطاعتهم البحث عما اذا كان هناك المزيد منها. وستتاح هذه الصور على الانترنت اعتبارا من يوم الاثنين الموافق 19 يناير كانون الثاني.