بعد قرابة ستين عاما من انتهاء الحرب العالمية الثانية تدوي أصوات الانفجارات وتنتشر رائحة المتفجرات بينما تنفجر القنابل اليدوية والقذائف على الحدود مع بولندا. قال خبير المفرقعات رالف كيرشنيك مداعبا بينما يفحص قطعا معدنية بعد تفجير محكوم على الضفة الألمانية لنهر الأودر ابلغنا السلطات البولندية لذا لن ينتابهم القلق من أننا نخطط لغزوهم مرة أخرى. ومنذ انتهاء الحرب تقوم ألمانيا بحملات دورية على الذخائر الحية التي دفنت في باطن أراضيها ولكن مهمة إبطال مفعول القنابل قد تستغرق قرونا من الزمن. وقال كيرشنيك في تقديري أمامنا 200 إلى 250 عام من العمل . وكيرشنيك واحد من نحو 50 من خبراء المفرقعات يعملون في مواقع في براندنبرج. وكانت هذه الولاية الشرقية التي تحيط ببرلين من اكثر المناطق التي تعرضت لقصف عنيف في أوروبا خلال الحرب. وأمطرت القوات الجوية الأمريكية والبريطانية ألمانيا النازية بنحو 5ر1 مليون طن من القذائف. وسقط نحو 440 ألف قنبلة على منطقة برلين وحدها وتشير تقديرات إلى أن خمسة بالمائة من هذا الرقم أو 22 ألف قنبلة لم تنفجر. وبالفعل تشير خريطة في مكتب هورست راينهارد رئيس مجموعة خبراء المفرقعات إلى مناطق مشتبه بها باعتبارها رقما قياسيا تاريخيا للصراع. وتشير الأماكن المظللة باللون الوردي إلى مواقع المعارك بين القوات السوفيتية والفرق الألمانية خلال زحف القوات السوفيتية صوب العاصمة الألمانية. وتشير رقع اصغر إلى المدن التي قصفها الأمريكيون والبريطانيون. وقال راينهارد ولايتنا كان لها النصيب الأكبر من القصف. كان هذا بعد انتهاء الحرب . وهذا الإرث يمثل صداعا للولاية التي تنقصها السيولة المالية والتي اقترحت أن تتحمل الحكومة الاتحادية فاتورة التطهير. وفي الوقت الحالي تغطي الفاتورة تكاليف إزالة القنابل الألمانية التي تقدر بخمسة وأربعين مليون يورو سنويا. وتقول براندنبرج انه بإدخال قنابل الحلفاء ستتضاعف الفاتورة. وما يزال لدى الولاية مليون فدان من الأراضي يشتبه أن بها قنابل أو قذائف. والعام الماضي مسح الخبراء 670 هكتارا وأبطلوا مفعول 655 طنا من الذخائر.