بفضل لغة للكمبيوتر تمكن الناس في أنحاء العالم من مزاولة ألعاب الفيديو على هواتفهم المحمولة ويتمكن العلماء الان من التحكم عن بعد في المركبة الالية المتنقلة سبيريت التي تجوب سطح المريخ حاليا. وقدمت لغة جافا التي طورتها شركة صن مايكروسيستمز للبرمجيات في منتصف التسعينات كنظام تشغيل عالمي لتطبيقات الانترنت لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) خيارا منخفض التكلفة وسهل الاستعمال للتحكم في سبيريت التي بدات يوم الخميس تجولها على سطح المريخ بحثا عن علامات على ماء أو حياة. وعلى مدى الاشهر الثلاثة القادمة سيرسم علماء ومهندسو ناسا في معمل الدفع النفاث في باسادينا خط سير سبيريت على سطح المريخ باستخدام برنامج مخطط النشاط العلمي الذي يعمل بلغة جافا بنفس سهولة لعبة الفيديو الرقمية الشهيرة جران توريزمو التي تحاكي سباقات السيارات. وقالت جيني شالفانت العضو الفني بمعمل الدفع النفاث انه البرنامج يأخذ كل البيانات الاولية في قاعدة بيانات المهمة ويرسم مجسما ثلاثي الابعاد لتضاريس سطح المريخ يمكن ادارته والتركيز على أي جزء منه. وبنفس سهولة التسوق عبر شبكة الانترنت التي لا تتطلب مهارة سوى الاشارة والضغط بمؤشر الكمبيوتر الفأرة سيخطط فريق ناسا لانشطة سبيريت اليومية ويتصفحون البيانات الهائلة التي تسجلها ويتصلون بها. وقالت شالفانت: انه بيئة تشغيل واختبار مأمونة الى حد ما.. أنه يجرب أفكارا مختلفة.. عليك ان تختار الصخرة التي تريد فحصها وتأمر المركبة المتنقلة بالتحرك الى هناك وستنتقي هي الطريق الامثل. ولم يجر الفريق تغييرا يذكر على نسخة من البرنامج متاحة عبر الانترنت تعرف باسم (مايسترو) تسمح لعشاق الفضاء بالابحار عبر صور بانورامية ملونة والنظر عبر الات التصوير المصممة لتجنب الاخطار التي زودت بها المركبة سبيريت أو التخطيط لمهمة سبيريت بالضبط كما يقوم بها العلماء الحقيقيون. وقالت شالفانت انه منذ اطلاق الموقع في الثاني من يناير كانون الثاني الجاري اضطرت شركة صن لزيادة معدل تدفق البيانات للموقع لتتمكن أجهزة الكمبيوتر الخادمة في ناسا من تحمل الضغط الكبير عليها. وتسير المركبة التي تحاكي سبيريت عبر نموذج ثلاثي الابعاد لسطح المريخ يماثل في دقته النموذج المستخدم في مهمة ناسا. وقالت شالفانت يفعل العلماء بالضبط نفس الشيء الذي يمكنك عمله باستخدام نسخة البرنامج عبر ذلك الموقع. وقال جيمس جوسلينج الملقب (بأبي الجافا) ان رحلة لغة البرمجة من هذا العالم الى خارجه بدأت قبل نحو عقد من الزمن عندما بدأ علماء معمل الدفع النفاث تجاربهم الارتجالية مع الجافا لابتكار نظام السيطرة والتحكم في المركبة الالية المتنقلة سوجورنر التي أرسلت الى المريخ عام 1997 في نطاق مهمة باثفايندر. وعرض فريق معمل الدفع النفاث على شركة صن ما فعلوه مما أسر لب جوسلينج وهو نائب رئيس شركة سانتا كلارا ومقرها كاليفورنيا لتطوير البرمجيات والنظم. وقال جوسلينج لرويترز: أنا مهووس بالجافا على أية حال لذا فقد استحوذ ذلك على اهتمامي. وقضى وقتا طويلا بمعمل الفضاء في باسادينا لدرجة أنه أصبح عضوا بالمجلس الاستشاري. وقال جوسلينج انه على الرغم من أن امكانات الجافا في معالجة البيانات اجتذبت ناسا في البداية فان قدرة اللغة على تجاوز حدود نظم التشغيل العديدة التي يستخدمها علماء ومهندسو المهمة أقنعت وكالة الفضاء. وأضاف جوسلينج "يمكنهم اطلاع العلماء في مختلف أنحاء العالم على البيانات لكنهم يشتركون في تحديد الطريق الذي ينبغي للمهمة أن تسلكه. انهم جميعا ينطقون بلغات مختلفة عندما يتحدثون الى المركبة المتنقلة لكن كل فرد في غرفة التحكم يستخدم الجافا" من جهة اخرى اعلن فريق التحكم امس ان سبيريت بدأت في إرسال صور لكوكب المريخ مما يؤكد أنها بدأت جولتها على سطح الكوكب الاحمر للمرة الاولى منذ هبوطها عليه قبل 12 يوما. وذكر موقع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الالكتروني أن الصور المرسلة التي وصلت إلي فريق التحكم في سبيريت في باسادينا بولاية كاليفورنيا أظهرت المركبة ذات الست عجلات وهي تتحرك عن موقع هبوطها مما جعل العلماء والمهندسين الامريكيين يهللون فرحا عند مشاهدة هذه اللقطات. ويذكر أن جولة سبيريت تهدف إلي فحص الصخور والاحجار والتربة على سطح المريخ بحثا عن أي آثار للماء. وترسل سبيريت منذ أسبوعين صورا أظهرت تضاريس قاحلة. وتتوجه المركبة حاليا إلي أخدود نجم عن اصطدام نيزك بسطح المريخ والذي يعتقد العلماء أنه المكان الامثل للبحث عن أي مكامن صخرية تحتوي على الماء مما قد يساعد في معرفة ما إذا كانت الحياة قد وجدت يوما ما على المريخ. وكانت السفينة قد جرى إنزالها من على مركبة الهبوط من ارتفاع عشرة أقدام وكانت تلك هي أخطر وأهم مراحل المهمة التي اضطر مراقبوها على الارض إلى تعديل اتجاه سبيريت 115 درجة حتى تتمكن من الانزلاق من على مركبة الهبوط بعد أن واجهت صعوبات بسبب خلل حدث في وسادات امتصاص الصدمات. ومن المقرر أن تقوم سبيريت بتجارب مشتركة مع سفن فضاء أمريكية وأوروبية تدور حول الكوكب.