نجت مركبة فضاء امريكية من رحلة مثيرة في اثر مذنب الجمعة وجمعت بعض الغبار النجمي من الصخور والجليد المندفع مما قد يعطي دلائل على كيفية بدء النظام الشمسي بل والحياة على الارض.. وانفجرت غرفة المراقبة في معمل الدفع النفاث التابع لادارة الطيران والفضاء الامريكية في باسادينا بالهتاف والتصفيق الساعة 40ر2 بعد الظهر بتوقيت جرينتش بينما يعرض المراقبون تيارا متواصلا من البيانات من المركبة ستارداست حين بلغت اقصى نقطة اقتراب من المذنب. وقال توم دوكسبيري مدير مشروع معمل الدفع النفاث بعد لحظات من المقابلة بين المركبة والمذنب مررنا بأسوأ لحظات الموقف وما زلنا على اتصال بمركبتنا الفضائية" واضاف دوكسبيري ان المركبة وهي في حجم حقيبة الكتب عملت بدون خطأ اثناء الدقائق الثماني العصيبة التي امضتها وسط عاصفة البرد المحملة بالجسيمات داخل ذؤابة المذنب وايلد 2 او ذيله. وحدث الطيران المنخفض التاريخي على مسافة 390 مليون كيلومتر من الارض بعد رحلة دامت خمس سنوات حين مرت ستارداست على مسافة 303 كيلومترات من وايلد 2. وقد توجهت المركبة أمس السبت للهبوط على كوكب المريخ فيما تأمل ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) الاجابة على سؤال تاريخي مؤداه هل وجدت حياة على ظهر الكوكب الاحمر.. وسيكون وصول المركبة الالية تتويجا لاسبوع من الاسكتشافات الفضائية بعد أن جمعت مركبة أمس الجمعة بعض الغبار من مذنب وهو ما قد يمنح العلماء معلومات عن بدء تكون الارض.. ويتابع علماء ناسا بقلق اقتراب المركبة سبيريت الروح من تضاريس المريخ لتهبط الساعة 0435 بتوقيت جرينتش صباح الاحد.. ومن المقرر أن تهبط مركبة أخرى تسمى اوبورتيونيتي الفرصة على الجانب الاخر من الكوكب الاحمر بعد ثلاثة أسابيع. وأطلقت المركبتان في يونيو ويوليو على متن مركبتي فضاء أكبر ومغلفتان بأكياس مفرغة من الهواء داخل صدفتين حاميتين. وبمجرد اقتراب السفينة من سطح الكوكب تحملها مظلة ستلقي بالصدفة وتمتلئ الاكياس بالهواء لتضمن للمركبة هبوطا امنا لمسافة كيلومتر قبل أن تتوقف. الا أن تلك العملية لا تخلو من مخاطر. يقول ستيف سكوايرز كبير العلماء المسؤولين عن المركبة في معمل باسادينا للدفع النفاث "مجرد عاصفة رياح أو حجر حاد مدبب كفيل بأن يجعل ليلتنا بالغة السوء" وحققت باسادينا نصرا حديثا عندما احتفلت أمس الجمعة بنجاح مركبة فضائية اخرى وهي ستارداست بنجاتها من حطام وغازات تحيط بمذنب أثناء مرورها في اثره وبعثت للعلماء صورا واضحة لنواته. ومن المتوقع أن يعود الغبار الذي جمعته المركبة للمذنب ويعتقد أنه من أقدم المواد في المجموعة الشمسية الى الارض عام 2006 لدراسته. وستهبط المركبة سبيريت في حفرة جوسيف وهي أكبر من مساحة ولاية كنيتيكت الامريكية يحتمل أنها كانت بحيرة في السابق.. وتقول ناسا ان أكثر من نصف بعثاتها الى المريخ انتهت بكارثة. ولا تزال وكالة الفضاء الاوروبية تبحث عن مسبار يفترض انه هبط بمظلة على سطح الكوكب الاحمر يوم عيد الميلاد الا انه لم يرسل اشارة لتأكيد هبوطه. ومن المقرر أن ترسل المركبة سبيريت سلسلة نغمات أثناء وبعد عملية الهبوط ليتأكد علماء ناسا من اتمامها لمهمات محددة. واذا فشل استقبال تلك الاشارات فسيحمل قمران صناعيان اشارات من المركبة لارسالها للارض. وبعد أن تستقر المركبة على سطح الكوكب ستفتح وتخرج منها المركبة الاصغر لتقضي أسبوعا في مسح المنطقة التي هبطت فيها قبل أن تحدد اتجاه تحركها. واذا ما سار كل شيء على مايرام فقد تساهم تلك المركبات الالية وهي في حجم عربة الجولف الكهربائية والمزودة بكاميرات وآلات استكشاف لدراسة التركيب الجيولوجي للمريخ والمحمولة على ظهر مركبتي الفضاء سبيريت وباسادينا في اعطاء خلفية عما اذا كانت أو لا تزال هناك حياة من نوع ما على كوكب المريخ. يقول جيمس جارفين من العلماء المسؤولين عن استكشاف المريخ "لا نستطيع التنبؤ بما يحتمل أن نعرفه.