في بدايات القرن العشرين ومولد الثورة الصناعية في ذلك الحين ظهرت في الولاياتالمتحدة وحدها حوالي مائة شركة لتصنيع السيارات والمحركات لم يبق منها اليوم سوى اربع او خمس شركات رئيسية والتي منها جنرال موتورز وفورد، وفي الحقيقة ان اختفاء شركات كبيرة كان لها الدور الكبير في الحياة الاقتصادية والتجارية بل وحتى السياسية هي صورة دائمة التكرار وكان آخر مثال لذلك انهيار شركة (انرون) والتي قامت بعض مراكز الابحاث بدراسة اسباب ذلك الانهيار والتي اوضحت في النهاية الضعف والتهالك الذي لحق بادارة الشركة وتفشي المعاملات اللا اخلاقية لكبار موظفيها وضعف النظم الرقابية والمحاسبية.. الخ اي يمكن القول في النهاية انها كانت مشاكل تنظيمية وادارية استراتيجية اثرت في النهاية على اداء الشركة العام حتى وصلت لمرحلة الفوضى والانهيار، واذا اخذنا مثال شركة (انرون) في ايجاد المبررات في الغائها من الوجود نجد منطقية الحجج والاسباب بنسبة كبيرة ومعقولة والتي ستضاف لاثراء الخبرة التراكمية والتاريخية لمسيرة الاقتصاد الامريكي مستقبلا، ولكن العجيب ان هناك مشكلة وسببا دائما وتاريخيا لانهيار الشركات في الوطن العربي وهي انعدام دعم المنتج المحلي من المنافسة الخارجية وجعله (شماعة) لاي خلل اداري او تسويقي داخلي. ان المشاكل الادارية هي متلازمة دائما لاي عمل وان لم يتم تلافيها بشكل مستمر ادى ذلك الى دمار وهلاك اي شركة او منشأة اما المطالبة الدائمة بالدعم والحماية وعدم مواجهة الواقع والاعتراف بهشاشة الادارة الداخلية وغموض الرؤية التسويقية للاسواق كل ذلك يسبب الهزيمة لاي شركة كانت ومما لاشك فيه ايضا ان المنافسة لها دور كبير في طرد الصناعة ولكن ليس بهذه السهولة او الشمولية حيث ان اي نشاط تجاري مهما كان مجاله كان من المفترض تأسيسه على اسس تجارية وعلمية كدراسات الجدوى والسوق والتي ترسم آليات العمل وحماية المنشأة من المنافسة الخارجية من حيث تجويد الخدمة والمنتجات وتحديد الفرص.. الخ وليس على اساس انها قادرة على البقاء تحت مظلة حماية الانظمة والقوانين. اخشى ما اخشاه ان تكون منشآتنا قد الفت الاحتكار فاما ان يكون هو الاوحد في مجاله لبيع ما يرى انه يفيد المستهلك لا ما يراه المستهلك انه يفيده وتحديد السعر المحقق لاعلى ربحية المدمر في الوقت ذاته لراتب اعلى موظف وهو الممثل لاكبر شريحة في المجتمع (الموظفين) وحتى بعد ذلك كله يتفضل المحتكر على المستهلك بخدمات مابعد البيع.. وما ادراك ما خدمات مابعد البيع.