شبه وزير الخزانة الامريكي السابق بول اونيل الذي استقال عام 2002 الرئيس الامريكي الحالي جورج بوش بالمكفوف وسط الصم في طريقة تسييره لاجتماعات حكومته. وانتقد اونيل في حديث يبث اليوم مع شبكة "سي بي اس" التليفزيونية بعد مضي اكثر من عام على استقالته من ادارة بوش في ديسمبر 2002 ما وصفه بانعدام الحوار بين الرئيس ومعاونيه الرئيسيين. وفي مقتطفات من المقابلة نشرت على موقع سي بي اس على الانترنت تحدث اونيل عن اول مقابلة جمعته على انفراد مع بوش، مشيرا الى ان الرئيس لم يطرح اي سؤال خلال هذه المقابلة. وقال جئت ومعي لائحة طويلة من الموضوعات لطرحها ومناقشتها معه لكنني فوجئت بانني كنت اتحدث فيما الرئيس لا يفعل سوى الاصغاء وكانت المقابلة في الواقع نوعا من المونولوغ اتحدث فيه لنفسي. واوضح اونيل المعروف بخطابه المباشر الذي غالبا ما اربك اسواق المال ان بوش خلال اجتماعات حكومته كان كالمكفوف وسط الصم كما جاء في المقتطفات. وقدمت سي بي اس وزير الخزانة السابق على انه المصدر الرئيسي لكتاب عن طريقة العمل الداخلي في الادارة الامريكية الحالية تحت عنوان ثمن الوفاء ينشر قريبا قبل اشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2004. وقد اكتفى المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ردا على الاسئلة التى طرحت عليه بهذا الخصوص بالقول لا اقرأ عادة ما ينشر من تقارير عن الكتب. يشار الى ان مستشاري بوش غالبا ما يصفونه بانه المايسترو الذي يقرر الايقاع تاركا للمستشارين الرئيسيين صياغة السياسة المحددة. وقال ماكليلان ان طريقة عمل الرئيس معروفة جيدا .. انه رئيس يحدد ويوجه الاولويات وهذا بالتحديد ما هو مستمر في القيام به حاليا. وكان اونيل وهو رئيس سابق لمجموعة الكوا العملاقة للالومنيوم اول المستقيلين من ادارة بوش منذ ان بدأت العمل في يناير 2001، تلته بعد فترة رئيسة وكالة حماية البيئة كريستين تود وايتمان في يونيو 2003 ثم وزير التنمية المدنية ميل مارتينيز في ديسمبر. وقد تسببت له صراحته الزائدة وهي صفة غير معهودة لدى وزراء الاقتصاد بمواقف محرجة، وادت هذه الصراحة الى اشاعة ما يشبه الذعر المالي في البرازيل عندما قال ان قسما من المساعدات التي قدمت لهذه الدولة انتهت في خزائن المصارف السويسرية. والوزير السابق نفسه رد على اسئلة الصحافيين الملحة بشان الدولار انه لو كان عليه ان يجري تغييرا في السياسة النقدية لما فعل سوى امتداح قدرة الامريكيين الكبيرة على التغيير. وفي رسالة الاستقالة المقتضبة اشاد اونيل بمزايا الرئاسة والالهام لامريكا والعالم التي يتمتع بها بوش.