ما دور التحالف في مجتمع اليوم .. هل هو دور اقتصادي فحسب .. أم أن هناك أدوارا أخرى يلعبها هذا المصطلح القديم الجديد؟. ترى بعض الأوساط أن التحالف يلعب دورا استغلاليا وخاصة في مجتمعات اليوم..فهو - أي التحالف- يأخذ أكثر مما يعطي ولو لم يكن الأخذ أكثر لما كان هناك من مبرر لوجوده. وهذا الأخذ لا يتمثل في الأرباح التي يجنيها والتي قد تفوق الأرباح المحققة في داخل الوطن وإنما أيضا قد يتمثل في منافسة الشركات الوطنية في تسويق المنتجات أو الخدمات وفي الحصول على المواد الخام والقوى البشرية والكفاءات الإدارية. يبحث المؤلفان أيفل دوز وجاري هامل في كتابهما " ميزة التحالف.. فن تكوين القيمة من خلال الشراكة" الصادر حديثا عن مركز البحوث بمعهد الإدارة العامة بترجمة الدكتور نبيل محمد مرسي من إدارة الترجمة بالمركز يبحثان أنواع التحالفات الناجحة والفاشلة. ففي حين أن بمقدور التحالفات تكوين ثروة طائلة للمشاركين فيها إلا انه يمكنها أيضا أن تستنزف وقت الإدارة ومواردها. وعلى الرغم من أن التحالفات أصبحت أمرا محتما في العالم اليوم فإن القليلين يحققون ما أعلنوه من أهداف في البداية. وقد لعبت الشراكات الاستراتيجية دورا أساسيا في التنافس الناجح في الأسواق العالمية السريعة التغيير. وفي عالم اليوم أصبحت هذه الشراكات ضرورة كما يتضح من التحالفات التي رمتها الشركات العملاقة مثل تويوتا وميكروسوفت ومتورولا وغيرها. فلكي تستغل شركة ما الفرص المفتوحة أمامها افضل استغلال لابد أن تتوافر لديها مقدرة على تكوين تشكيلة واسعة من الشركات الاستراتيجية. وقد اعد الكتاب من اجل تركيز اهتمام المديرين التنفيذيين على عملية تكوين القيمة داخل التحالفات مع مرور الزمن . ويعتبر الكتاب بحد ذاته نتاجا لتحالف استراتيجي بين المؤلفين اللذين تطرق كل منهما إلى ظاهرة التحالف من منظور مختلف ولكن في ظل اهتمام مشترك بإلقاء الضوء على آثار طويلة الأجل في مجال التنافس وذلك من خلال التنقيب بعمق عن نماذج سابقة وإعادة بناء تاريخ حوالي 20 تحالفا وتتبع تطورها عبر عدة سنوات. ويقول المؤلفان انهما قررا إنتاج هذا الكتاب وهم يراقبان كيف يحقق بعض المديرين فائدة استراتيجية ذكية من التحالفات إذ تبين لهما أن تحالفات كثيرة تنتهي بتدمير القيمة بدلا من تكوينها. ويتألف الكتاب من تهميد ومقدمة وعشرة فصول وملحق. يتناول الفصل الأول " لعبة" التحالف الجديدة من منطلق أن هناك قوى كبرى تدفع إلى تكوين التحالفات الاستراتيجية بين الشركات في الاقتصاد العالمي التي تشعر بضرورة الدخول في هذه التحالفات نتيجة السباق على الأسواق العالمية وعلى أسواق المستقبل. ويبين المؤلفان ما تواجهه الشركات حين تدخل في لعبة التحالفات هذه ويصف كيفية تحدي التحالفات الجديدة للحكمة التقليدية الموروثة عن عمليات الشراكة والمشروعات المشتركة السابقة. ويحدد الفصل الثاني الأسس الاستراتيجية للتحالفات السليمة والقوية: كيف تكسب التحالفات القيمة وما هي الشروط التي تمكن من كسبها. وباستخدام التعاريف والمفاهيم العملية التي يطورها هذا الفصل يمكن للقراء القيام بتقويم مدى سلامة تحالفاتهم من الناحية الإستراتيجية. ويقول الفصل الثالث إن من الضروري تحقيق الاتساق بين أهداف تكوين القيمة من التحالف والطريقة التي يتم بها تحديد تصميمه وعملياته وتنفيذها. ويقدم هذا الفصل إرشادات لكيفية إنجاز هذا الاتساق. ويبحث الفصل الرابع كيفية تأثير المواقع والتوقعات الخاصة لكل شريك على قوة أو ضعف التحالف. كما يقدم خلفيات سوف تساعد المديرين على اختيار الشركاء المحتملين وتقويم إمكانية التوافق الاستراتيجي لديهم ولدى شركائهم وخاصة في الظروف الأكثر صعوبة حين يكون التعاون بين متنافسين داخل الصناعة نفسها. ويبين الفصل الخامس كيف يمكن للمديرين تخفيض الصراعات بشكل مدروس من خلال شكل التحاف وطريقة تنسيقه. ويوضح الفصل السادس كيف أن أوجه التشابه والاختلاف في الأطر المرجعية للشركاء وفي ثقافة المنظمات وفي عمليات صنع القرار وفي طرق العمل يمكنها تسهيل التعاون أو إعاقته. ويساعد هذا الفصل المديرين على إجراء مراجعة منهجية للتوافق بين منظمات الشركاء. أن التصميم المبدئي للتحالف وأوجه التشابه والاختلاف بين الشركاء تتفاعل لكي تجعل عمليات التحالف أكثر تعاونية أو أقل. لذا يزود الفصل السابع المديرين بالإرشاد حول كيفية بناء عمليات بناءه ومتعاونه بينهم وبين الشركاء وإدارتها. ويبحث الفصل الثامن عمليات التعاون التي تؤثر على تكاليف وفوائد كل شريك والتوازن داخل التحالف وأخيرا قيمة نتائجها لكل شريك. وينتقل الفصل التاسع من تحليل التحالفات الفردية إلى موضوع دخولها ضمن شبكة عنكبوتية أوسع من التحالفات. وهو يناقش الأنواع المختلفة من حقائب التحالف وشبكاته والمداخل المختلفة لإدارتها. ويتناول الفصل العاشر والأخير "مدى الاستعداد للتحالف" أي قدرة المنظمة ومديريها على التعاون. وقد راعى المؤلفان أن يكون كل فصل مكتفيا ذاتيا على نحو نسبي رغبة في تلبية احتياجات القراء المختلفة التي تحددها تجاربهم في التحالف. ومع ذلك يقدم هذا المرجع مدخلا متكاملا لمساعدة المديرين على تجنب أكثر المآزق شيوعا وخطورة. وتم تصميم الملحق النهائي للكتاب كي يعمل بمثابة أرضية قوية تلقي بالضوء على المسائل الهامة التي يجب أخذها في الحسبان عند تخطيط تحالف ما وتصميمه والبدء فيه وإدارته عبر الزمن. فالملحق يعيد صياغة القضايا الرئيسية على شكل أسئلة للمديرين كما يقدم قائمة لتغطية الجوانب المختلفة لإدارة التحالف. وختاما بغض النظر عن الجانب النظري للكتاب فإن عرضه لأنواع مختلفة من التحالفات التي يتبعها تاريخيا مشوق بحد ذاته ويمكن أن يوفر متعة للقارئ ويزوده بمعلومات وتفاصيل قيمة حول هذه التحالفات بين شركات كبيرة أسماؤها مألوفة تعمل في مجالات مختلفة من الصناعة والتجارة والتقنية. ويأتي هذا الكتاب(343) صفحة من الحجم المتوسط وتمت طباعته بالإدارة العامة للطباعة والنشر بمعهد الإدارة العامة.