رغم أن سياسة المملكة الدائمة منذ أسسها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وسار عليها أبناؤه البررة من بعده تقوم على مد جسور التواصل بين الشعوب وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ورغم أن الترفع عن الدخول في مهاترات إعلامية مبدأ سعودي أصيل، إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين للدفاع عن أنفسنا تجاه ما يردده البعض من أكاذيب وأباطيل وأوهام لا يبرع في نسجها سوى الشيطان. حملة الأكاذيب التي نتعرض لها في هذه البلاد، ليست وليدة اللحظة، وليست صدفة، إنما هي عمل مرسوم ومخطط له، بهدف النيل من سمعتنا ومن وحدتنا الوطنية ومن متانة علاقاتنا الداخلية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بين الحاكم والمحكوم، وبين المواطن والمسئول.. لأنها باختصار تجسد أسمى المعاني بعيدا عن المزايدات والأكاذيب. من هنا، جاء التأكيد على لسان سمو وزير الداخلية الأمير نايف امتدادا لطبيعة العلاقة وتوثيقيا حقيقيا لما نحن عليه، فالقائد قائدنا جميعا، ومركبنا تسير برؤية واحدة لا اختلاف فيها ولا خلاف عليها، وان كلنا جنود للوطن نعمل تحت راية واحدة ونأتمر بأمر واحد لخدمة وطن واحد.. فما يجهله أولئك الناعقون في بعض وسائل الإعلام الغربية ومنها ما هو عربي للأسف أيضا هو أن لدينا ما تمليه علينا شريعتنا وما نستمده من تقاليد ضاربة في جذور التاريخ منذ آلاف السنين، وليس كتلك التي تبحث لها عن تاريخ، أو تشتريه أو تساوم عليه.. الجهل المركّب والمزدوج الذي تنبئ به هذه السفاهات التي نقرأها بين الحين والآخر، لاتثير إلا الغثيان و القرف ، فأبسط أنواع الأكاذيب تنطلق على الأقل من جزء من الحقيقة، لكن أحاديث "الإفك" التي تطالعنا بها مراكز السموم تلك ليست سوى وهم وخيالات تعشش في أذهان بعض أوكار التدبير والخفافيش وطيور الظلام التي كثرت هذه الأيام، وصار لها مريدون وأتباع ولاؤهم الوحيد للشيكات والدولار والعملات الصعبة والسهلة، وأحيانا لمجرد التطوع بدون أجر. ليعلم هؤلاء.. أن شأننا الداخلي نحن فقط القادرون على مناقشته والتعبير عنه، ولا نريد من أي "خواجة" أو مستعرب أن يتفضل باستعراض ما يمتلكه من علوم الكهانة والدجل. وليعلم هؤلاء أننا لن نهتز عندما نقرأ ترهاتهم وهذيانهم المحموم لأنا نعلم جيدا أهدافهم سرا وعلانية.. وفي نفس الوقت نطمئنهم كثيرا.. فمؤامراتهم وألاعيبهم وأكاذيبهم يعرفها المواطن السعودي ولن تهز علاقاته بقيادته أو بإخوانه. يبقى سؤال واحد نوجهه لهؤلاء الأفاقين والمرتزقة .. هل بعد أحاديث "الإفك" تلك إفك آخر لا نعرفه ولا نعلمه؟ (مراقب)