قضت مدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة غرب القاهرة مساء أول أمس ليلة حزينة تملؤها الدموع الساخنة من الشباب والرجال والنساء حزناً على الشاب محمد جمال الذي لقي مصرعه في الطائرة المنكوبة بعد ان سقطت في مياه البحر الأحمر بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ وهي في طريقها إلى القاهرة حتى تتجه إلى فرنسا. وفي جو حزين جلس الحاج جمال امين علي (67 عاماً) وحوله لفيف من أهالي الحوامدية واقاربه الذين حضروا اليه لمواساته.. وفي هدوء تام كان الأب الملكوم يردد ايات من القرآن الكريم حزناً على نجله محمد الذي يبلغ من العمر 22 عاماً.. وكانت الدموع تزرف من مقلتيه كالدماء الساخنة تتساقط على وجهه الذي يكسوه الشيب. وفي لقاء مع "اليوم" قال: اتمنى من الله عز وجل ان يساعد نجلي أحمد الذي غادر القاهرة متجهاً إلى شرم الشيخ للبحث عن جثة شقيقه محمد والعودة بها إلى هنا حتى نتمكن من دفنها.. وأضاف ان ابنه رفض السفر إلى شقيقه في لندن منذ عام تقريباً مؤكداً انه كان يحب عمله بشدة حيث كان يستريح من الرحلة لبضع ساعات ثم يتجه إلى رحلة اخرى حتى تمكن من السفر إلى عدد كبير من دول العالم.. مشيرا إلى أن نجله محمد عمل المستحيل حتى يلتحق بهذا العمل في هذه الشركة. واشار الأب إلى انه فور سماعه نبأ سقوط الطائرة لم يتخيل ان نجله محمد على متن هذه الرحلة.. ولم يتصور ذلك ابداً، ولكن بعد ان اتصل بي احد زملائه في العمل لعدة مرات ليطمئن عليه بدأ الخوف يدب في قلب والدته وسألت زوجها لماذا يسألون عن محمد؟ واستطرد الاب مضيفاً وهو يبكي بحرقة: لقد جلست مع نجلي الفقيد منذ أسبوع وهو يتناول الغداء حيث قلت له أن يقوم بتوزيع ملابسي إلى عدة اتجاهات بعد وفاتي.. فلم يعجبه الكلام وقال لي اسكت يا بابا.. يا ترى مين هيوزع ملابس مين؟ ومن صعوبة الموقف لم نتمكن من لقاء والدة الفقيد لظروفها الصحية.. وبعد ان تجمع ابناء عمومته إلى جوار عمهم العجوز الذي كان يجلس وسط جموع هائلة حضرت لمواساته.. ولكن ايمانه القوي ساعده على تحمل الصدمة الكبيرة، حيث قال انها ارادة الله و(إنا لله وإنا إليه راجعون).