إن الشباب ذخيرة الأمة وعدة المستقبل، فليس بدعا تواصل الدعوات وتتابع النداءات من كل المخلصين والصادقين إلى ضرورة العناية بهم والرعاية لهم، حتى لا تنحرف بهم السبل وتضل بهم المسالك . وإن مظاهر هذه العناية وبوادر هذه الرعاية يجب أن تأخذ حظها منذ لحظات النشأة الأولى ببذر بذور المعتقد الصحيح الصافي من الشوائب في نفوسهم ، وغرس معاني الحق والخير في قلوبهم، واستنبات فضائل الأخلاق في ضمائرهم وزرع عواطف الحب لدينهم ولوطنهم، وبتذكيرهم بمحامد خلق الرفق والإحسان واللين وخفض الجناح للمؤمنين والمعاملة بالعدل والإنصاف للخلق كلهم أجمعين، وبتحذيرهم من نزغات الشياطين ونزعات المضلين أصحاب الأهواء من المفسدين والحاقدين الذين دأبوا على بث الدخيل من الأفكار والغريب من العقائد، وأيضا بدوام الحرص على المتابعة في جميع أحوالهم، وتوثيق الصلة بهم، وبسؤالهم عما يشكل في عقولهم أو يحيك في صدورهم، وبإرشادهم إلى الأخذ عن العلماء الربانيين والصالحين المصلحين المشهود لهم بصحيح العلم وصالح العمل، وهجر الأدعياء والمغرضين والشاذين الذين يختانون أنفسهم ويضلون غيرهم بسوء كلامهم وسوء فعالهم التي تحملهم على التغرير بصغار العقول وحدثاء الأسنان ودون مخافة من الله المنتقم الجبار . ألا فاتقوا الله عباد الله، واعملوا على القيام بأماناتكم تكونوا من المفلحين الفائزين، وتحظوا بالرضوان والنعيم المقيم . *من خطبة له في المسجد الحرام بمكة المكرمة