قلنا في أكثر من مناسبة - ويل للعالم من المتعلمون إذا انحرفوا، لأن العلم في الحياة سلاح ذو حدين - وفي كلا الحالتين تختلف أساليب المستخدم للسلاح وفقا لتطلعاته - وما يراه من وجهة نظره - فيما يخدم أغراضه – المسيئة الدنيئة - المشكلة هنا أن سوء استخدام العلم من متعلم ، يعد جهلا والجهل يؤدي إلى التهلكة - وهنا تظهر لنا مأساة إساءة استخدام العلم لتوظيفها لشيطنة الأدمغة وتفريغها - ومن ثم حشوها بما يتلاءم مع توجهاته ونزعاته ونزعات شيطانه وقرينه – التي تؤدي للتغرير – باليافعين والمنتشين بقوة الشباب - والطاقات المكبوتة – فيأتي ذلك المتسلط الضال لينفث سموم أفكاره – بطريقة توحي للمتلقي ، أن من يحدثه عميد مشايخ العالم الإسلامي – وكبير مفتيي الأمة – فيقع من حيث يظن أنه أحسن – وينتصر شياطين الضلال والإضلال – انتصارات وهمية - تؤدي بهم إلى سعير جهنم بحول الله وقوته. إنها جماعات الإرهاب المتطرفة ، وجماعات الإرهاب بالداخل والخارج ، وحاشا أن أضيف إليهم كلمة { الإسلاميين } لأنهم أساءوا للإسلام والمسلمين - أن ما نسميه بإيديولوجية \" الاستعلاء الهمجي القمعي الغير إنساني اللا آدمي \" هو المحرك الأساس وراء إجرام الفئة الضالة المضلة ضد كل ما يخالفها - وهم يعلمون أنهم لا يستطيعون تغيير شيء في حياة البشر وأن عجلة الحياة لن تدور إلى الخلف كما أنها لن تتوقف عن الدوران ، للأسف لقد أصبحت القواميس الغربية تعرف بضم التاء وفتح العين ( الاستعلاء ) بأنه الاعتقاد بأن ديانة معينة ، أو عرقا معينا ، أو جنسا معينا ، أو نسق اعتقاد معين ، أو ثقافة معينة أسمى من غيرها – ( ويخول هذا الاعتقاد من يتبنونه حق سيادة وضبط وحكم هؤلاء الذين لا يعتقدون مثل اعتقادهم ، إنها مجموعة من الأفكار الضالة المنحرفة ، المتداخلة في تكويناتهم الشخصية الإجرامية ، والأساطير التي يؤمنوا بها هؤلاء الفجرة ، وتعكس مصالحهم الغير مشروعة واهتماماتهم اللا إسلاميه ولا منطقية لمنهاجها ، والتي تتعارض وحياتنا الاجتماعية ، والأخلاقية ، والدينية ، والسياسية ، وغيرها أي أنانية في التفكير ، ونحن جاء في قرآننا العظيم قول الله تعالى ؛ { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( س البقرة / آية 256 ) أي استعلاء إسلامي بعد هذه الآية الواضحة الصريحة ؟؟؟ أما جرائمهم الحقيقية ، بعد القتل والترميل والتيتيم والتدمير – تظهر على السطح - جريمتهم الكبرى في حق فقراء المسلمين ، إنهم يسرقون أموال الميسرين والميسرات ، باسم الله تعالى مدعين إنفاق ما يجمعوا لبناء وترميم مدارس ومساجد ، في قرى فقيرة في دولة جارة لنا ، وربما زادوا من جرعة وصف الحالات المأساوية الوهمية ، للتغرير بالنساء للتنازل عن مصاغهن ، بظنهن أن البذل لوجه الله وفي سبيله تعالى ، بينما كان الغرض منه ، النيل من أبناء الوطن ، بالقتل والتدمير وتدبير المكائد السوداء التي اتسمت بقبحهم ، وكذلك النيل من بعض المقيمين فيه جنسيات مختلفة – وزعزعة الأمن والإسقرار اللذين تنعم بهما بلادنا قبلة مسلمي الدنيا بأسرها - بل وتجاهلوا قول الله تعالى ؛ { قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ } ( س البقرة / آية 263 ) . و لاستئصال عقيدة تدفع بمعتنقيها إلى الانتحار، وهجر الأهل و الديار ، وتيتيم الصغار ، اعلم أن المسؤولية كبيرة ، وتحتاج لمعاناة وصبر وجلد ، ولكنا سننتصر بقوة الواحد الأحد . وحسبنا الله ونعم الوكيل .