محمد عبدالواحد

ماذا يمكن ان تقرأ في عيني امرأة؟.. تزم شفتيها.. وتمضغ اللبان. وتمسح الوجوه بنظرة لامبالية.. وتندفع الى حلبة الرقص لتهتز حتى الموت!! ماذا يمكن ان تقرأ في القدود السوداء والبيضاء واعمدة الرخام والزحام.. والدوار.. والدخان واصباغ الوهم.. والظهور العارية التي ادارت ظهرها للدنيا بأكملها.. فلم تعد ترى شيئا.. ولاتعبأ لاي شيء؟ وماذا يمكن ان تقرأ في كل هذه العيون الوقحة.. والستر المفتوحة.. (والكروش) المنتفخة.. والشفاه المدلاة من اطرافها.. وسيجار اللهب والحريق.. كل هذه القاعات المضيئة وبريق الالماس اللامع.. لايساوي حذاء فدائي يقف في وجه العار.. ويغسل بدمه مرارة الهزيمة والقهر والانتظار كل هذا دار برأسي ليصاب بالدوار والقرف والغثيان.. كان ذلك في احدى الحفلات المترفة في بلد عربي دعيت اليه وفي غفلة من هذا الزمن.. ترى كم عدد الشهداء الذين يموتون كل يوم.. وهؤلاء الساقطون المترفون لايعبأون!! هل عرفتم الآن من الذي لا يموت.. ومن الذي يحيا.. ومن الذي يحترق في فلسطين ؟ ليتنا نفهم.