أخيرا.. أسدل الستار عن عام 2003، ليبدأ عام جديد يتطلع فيه المصريون إلى تحقيق آمالهم على المستويين العربي والمحلي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية. ففي استطلاع رأي أجراه أحد المواقع الإليكترونية لتحديد الأحداث الهامة في العام المنصرم، بمشاركة مائة مصري تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاما، ويمثلون كافة الشرائح الاجتماعية.. أجمعوا على أن عام 2003م المنصرم لا يوجد فيه أحداث عربية تستحق أن توصف بالحدث السعيد لأن الأسوأ أضاع طعم الفرحة لأي حدث سعيد عند السواد الأعظم من الشعب العربي. صدمة 2003 عربيا ويرى 71% من المشاركين أن صدمة عام 2003 هي اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وبث صور حية له مهينة للعرب جميعا على شاشات التليفزيون، وأيضا الحكم عليه مسبقا بالإعدام. بينما أيد 23% غالبيتهم من الشباب أن صدمة عام 2003م تكمن في السقوط السريع لبغداد، وما جناه العراقيون من هذا السقوط المفاجئ في ظل صمت عربي قاتل لكل الأحلام العربية. المؤسف عربيا أما الحدث المؤسف عربيا كما رآه 69% من المشاركين فهو سقوط بغداد بمشاركة عربية، وصمت عربي ودولي مهين، والتوغل الإسرائيلي في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة أمام أعين العرب جميعا، بينما تجاهل البعض الآخر التعليق على المأساة الفلسطينية. ويرى 13% من المشاركين أن الحدث المؤسف هو تعرض وزير الخارجية المصري أحمد ماهر للاعتداء من قبل بعض الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى رغم إصراره على رفض الحماية من الشرطة الإسرائيلية في زيارته للمسجد الأقصى. بينما يرى 8% أن الحدث المؤسف هو استمرار اعتقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقر إقامته وحظر مغادرته المقر، وضرب إسرائيل الأراضي السورية والعرب يحتفلون بنصر أكتوبر على إسرائيل. بينما يرى 7% أن ما يؤسف له خلال العام الماضي هو الخضوع العربي للسطو الأمريكي المسلح على البترول العراقي، ومحاولة القادة العرب تنفيذ الإملاءات الأمريكية دون الالتفات إلى رغبة شعوبهم. على المستوى الداخلي وعلى المستوى الداخلي يرى52% من المشاركين أن الصدمة في العام المنصرم كانت في تعرض الرئيس المصري حسني مبارك لوعكة صحية من شأنها أن فتحت باب خلافة مبارك في حكم مصر، وهو باب شائك طالما لم يعين مبارك نائبا له حتى الآن. أما الحدث الصدمة كما يراه 41% من المشاركين فكان في انهيار قيمة الجنيه المصري بما يقرب من 25 % من قيمته أمام العملات الأجنبية بعد قرار تحرير سعر الصرف، وتوابع هذا الانهيار خاصة في ارتفاع أسعار السلع الأساسية وعدم وجود حلول جوهرية لمشكلة البطالة. بينما يرى 7% من المشاركين أن صدمة المصريين في عام 2003 كانت في ذوبان طبقة محدودي الدخل من المجتمع المصري ليستقر مؤشر تصنيف المجتمع عند طبقتين فقط هي الفقراء والأغنياء، في حين تتعالى أصوات المسئولين الحكوميين ليلا ونهارا للدفاع عن طبقة تلاشت تماما في ظل الغلاء الفاحش وهي محدودي الدخل. المؤسف محليا ويرى 63% من المشاركين أن الحدث المؤسف يتمثل في إصابة 24 لاعبا بالملاريا المخية وموت اثنين من البعثة الرياضية المصرية أثناء مشاركتهم بدورة الألعاب الأفريقية بالعاصمة النيجيرية "أبوجا" والتعتيم الفاضح في محاسبة المقصرين ومعاقبة المسئولين. بينما يرى 37% من المشاركين أن الحدث المؤسف تجسد في اختفاء الكاتب الصحفي رضا هلال وعدم حل لغز اختفائه حتى الآن، واختطاف الأم الأمريكية طفلها علي من حضن والده ليلا بمساعدة فرقة من المسلحين ومغادرته البلاد وفق ما تشير التوقعات. السعيد محليا واحتار المشاركون في تحديد الحدث السعيد على المستوى المحلي خلال العام المنصرم، حيث أكد 57% أنه لا يوجد حدث يستحق الوصف بأنه حدث سعيد، بينما يرى 18% أن الحدث السعيد في مصر كان في نيل المرأة المصرية بعضا من حقوقها مثل توليها منصب القضاء للمرة الأولى في تاريخ القضاء المصري، ومساواة المرأة مع الرجل في منح الجنسية لأبنائها. ويرى 16% من المشاركين أن الحدث السعيد هو استعداد مصر لإعلان خلوها من مرض شلل الأطفال، وبداية الحديث عن خطوات جادة نحو سوق عربية مشتركة بعد أن أثبتت التجربة عدم جدوى خطط التنمية المنفردة بكل بلد عربي وان السبيل الوحيد هو التحرك السريع نحو بناء سوق عربية مشتركة. بينما أكد 9% من المشاركين أن الحدث السعيد هو تحرك الحكومة المصرية نحو تعظيم الاستفادة من الثورة التكنولوجية، وما يتردد من أنباء سارة عن انتعاش قطاع البترول والسياحة في مصر رغم عدم الإحساس به على مستوى الأفراد.