تطرق الحديث بنا إلى المناسبات العامة والخاصة وما لها من آثار على النفس البشرية وتصادف مرور مناسبة سنوية أحببت أن أقدم فيها جزءا من تقديري لمحدثتي ففوجئت برفضها القاطع ولم أقف معها عند أي محور أستخلص منه هذا القرار الذي فضلت الصمت على البوح بأسراره أو أسبابه واردفت قولها عن النبي صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) فتساءلت عن التناقض الظاهر في آرائها ولكنها أدارت دفة الحديث إلى موضوع آخر بينما ظل فكري معلقاً به!! إن اتصال البشر اليوم أصبح من كماليات الحياة وليس من واجباتها مع الأسف وقد يغيب عن البال والنظر أشخاص كثيرون نتذكرهم عند المواقف أو الحاجة فقط دون السؤال عنهم فيما عدا ذلك بينما تربطنا ببقية الأشخاص علاقات قرابة أو صداقة أو أخوة أو روابط حميمة تجعلنا نفتقدهم ونتفقدهم ونسارع إلى مجاملاتهم في مناسباتهم ومشاركتهم افراحهم وأتراحهم إلى غير ذلك. ولكن .. لنقف عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم برهة فنجد تسامي المعنى في التهادي وما يزرعه من ألفة ومحبة وتسامح وتقرب .. وفي علاقاتنا البشرية نتوق إلى من نهديهم ليس حباً في التقرب فقط ولكن لأن الهدية تحمل معاني في ذاتها تفوق وصف البراع لها. ولشد ما آلمني رفضها التهادي .. أندهشت من عدم التبرير عنه.. فالبعض يجد في معناه مجاملات يجب أن تكون في مناسبات ترد فيها حسب العرض والطلب والوقت .. لذا .. كان مفهوم الإهداء يحمل طابع الاختلاف بين شخص وآخر.. بعثت لي أخت عزيزة صورة من شعر نشرته إحدى المجلات لعلمها بميولي الشعرية وجمال المعنى وروعة التصوير فيه جذبها .. فأبت إلا أن تهديني إياه .. بادرة جميلة تقبلتها منها كأغلى من الذهب وأثمن من الماس أجمع لما أحتوته المعاني النبيلة في صورة الهدية واحتفظت بها ضمن مقتنياتي الثمينة تراجعها الذكرى وتلتهمها العين ويسبقها الحس بالشكر !! فمن القائل بأن ثمن الهدية مقياس للمهدي أو المهدى إليه؟؟ أرى تردد هذه المعاني بين البشر يكسر حاجز الفهم والإدراك .. فنحجم تارة عنها ونتردد .. مرات ومرات ... هداك الله أخيتي فلم أكن أود اكثر من أن أكون معك مشاركة إياك مناسباتك فأضعتي على نفسك تواصلاً اخوياً وأفقدتني نعمة الأجر .. وإثبات الذات ولنا بهما وقفة !! عفاف عايش حسين تربوية وكاتبة