(1) بين الصعب والسهل... خيط رفيع من اللاشىء.. مصطلحات متناقضة في زمن متناقض حكم علينا أن نعيش فيه قسرا. (2) بين الجنون والعقل.. خيط أرفع من أن نعي محتواه وان نحدد مقاييسه ومعاييره فقد تسللت فيروسات الكمبيوتر الى العقل البشري لتذمره، لذا يحتاج الى جهاز لتنظيم مستوى التفكير لديه. حتما أنهم يعملون من أجل ذلك..! (3) بين القيود واللاقيود.. هناك قيود تكبلنا.. تجعلنا بقايا بشر لا نعى مكنونات أنفسنا ومزاياها وعيوبها قيود تخنقنا تكتم انفاسنا، تقاوم مرور الأكسجين إلى رئتينا. لدينا مفاتيحها.. نجهد في فك اقفالها، نحاول عبثا كسرها دون جدوى، فثمة شيء يشل أعضاءنا عن الحراك.. ويمنعنا من ان نبقى بدونها!! (4) بين التحرر والانحلال.. مجهود يحاول كل منا عبثا ايجاد الفروق بينهما.. كلمتان تناقضتا في زمن المدنية الذي تحرر فيه أناس وتحلل فيه آخرون!! فالتحرر في هذا الزمن لا يطلق الا على المتحررين من قسر اسرئيل .. اليهود .. وهؤلاء منتشرون في كل مكان.. حتى بين ملابسنا وتحت الوسادة.. يظهرون لنا حتى من مياه الصنابير.. نطل من شرفة الدار فنراهم يبحلقون.. نهرب منهم فتراهم يهرولون معنا لنجدهم امامنا سيرقون حتى الهواء الذي نتنفسه.. يحتلون حتى أعضاء اجسامنا الحية.. ويتسللون بين كريات دمنا الحمراء.. فهل سيرحلون؟؟ إليكم أسأل فهل من مفر؟؟ ولكن الى ربك يومئذ المستقر؟! (5) بين الشيء واللاشيء.. هناك شيء يفتت أشلاءنا.. يضعف مستوى الرؤية لدينا.. نحن لا ندرك ماهو.. فقط نعي أن هناك شيئا .. نتجاهله.. نرمي به في ثنايا الذاكرة.. وننسى!! (6) بين الحقيقة والزيف.. مزيفون.. مزيفون.. كاذبون ..انهم مخرجو افلام هوليود. المتأثرون بغزو الأفلام.. من يجيدون فن التمثيل والشخصيات المزيفة.. من لا يعرفون التفريق بين الواقع والزيف.. من يمثلون ادوار الملائكة.. من يذرفون الدموع بقرارات مسبقة.. من يكذبون ويكذبون ولا يتورعون عن تلفيق الأكاذيب.. وعجبا كيف ينتصرون لأنفسهم ويتوارون خلف أكاذيبهم في الظلام! فحياتهم وعلاقاتهم كلها افتراء.. نحن لانلوم أنفسنا كونهم مزيفين وصدقناهم فنحن لسنا ساذجين ولكن خدعنا ولازلنا إذ طمسوا عنا حقيقتهم فلم نعرفها يمثلون ادوارا وحوارات كذبا ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء الا بأهله. يكذبون حتى في حروف الجر (ولا نملك الا السكوت) فهم في كل شىء لا ينطقون إلا إفكا ولايعملون إلا إمكا..والحقيقة! لقد شيعت ودفنت منذ أمد بعيد.. فيامن خدعتم، ولا زلتم.. أقول لكم افيقوا.. أود لو أصرخ كي تفيقوا! (ويا أنتم، نعم أنتم (الكاذبون) اقول لكم .. كفى) فهل يأتمرون؟! لا أظن. (7) بين الحب والكره.. هناك خيط انعدم.. حتى إننا لا نكاد نميزه بمستوى قدرتنا البصرية. فقد نحتاج إلى "ميكروسكوب" لنحدد مستواه مثل تحديدنا للذرة والأكسجين او الخلايا، فقد تحولت هذه المصطلحات التي كانت في زمن غير زماننا مثل الحياة والموت إلى موت محتوم في زمن الألفية الثالثة، فالحب ذلك المصطلح الذي كان بلون الدم في العصور الغابرة بهت لونه وأصبح بلا معنى، فلقد قل مستوى الحب إلى درجة الانحدار وارتفع من حياتنا فهو أسمى من أن يعيش بيننا.. فلم تعد الجاذبية الأرضية تؤثر فيه .. فحياة الأرض لم تمده بالحياة فانتقل إلى الرفيق الأعلى. أما مستوى الكرة فلقد ارتفع ارتفاعا مذهلا في سوق البورصة حتى انه يضمن في لائحة النفط والمعادن فبات البغض رفيقنا والحقد وسادتنا...و.. هناك الكثير من الكلام الذي لا يقال ولا يكتب، فالكلمات قد تتبعثر لدرجة إنها لا تكون جملا مفيدة يستوعبها عقل الملينيوم! (8) بين السعادة والحزن.. لا شيىء هذا غير اشلاء من كل منهما.. فلقد بتنا في زماننا هذا لا نشعر بالسعادة حتى في أوجها.. نخشى الفرح.. نخاف الضحكة.. ونذعر من اي فرح لا نحتمله.. ولا نتنفس الصعداء إلا إذا حل الحزن سماءنا وطهرت الدمعة عيوننا وأجسادنا.. (9) بين الخوف والطمأنينة.. قاسم مشترك لكل منا.. صعب أن أتحدث فيه لأنني أشعر بالخوف حينها حتى من قلم الكتابة.. فلقد انعدم مستوى الطمأنينة إلا من الذين اطمأنوا فيها وهم في الآخرة هم من الخاسرين.. فضيلة رضا الجفال