أهم العوامل المؤثرة على الطفل في الثقافة الاستهلاكية تتمثل في: التقليد والمحاكاة والدخل النقدي والتعادل مع وسائل الإعلام وفنون الدعاية والإعلان. ولهذا يحتاج الطفل الى تربية وتدريب في كيفية التعاطي مع هذه الأمور والوسائل بطريقة صحيحة وبشكل إيجابي بدون الضعف والانقياد لها وللأسرة الدور الأكبر في نشأة الطفل وفي التأثير على الثقافة الاستهلاكية. وقد قام علماء وباحثون عديدون بتحليل عدد من العوامل مثل البيئة الاجتماعية والعوامل النفسية والاقتصادية. وأشاروا إلى أن الطبقة الاجتماعية والحالة المادية تلعب دوراً أكبر من جميع العوامل في تحديد نمط الإنفاق الاستهلاكي والتعامل بالنقود وفي تكوين الشخصية. وفي جولة مع المواطنين حول اصطحاب الأطفال للأسواق كوسيلة تربوية اقتصادية كانت الآراء كالتالي: أ بعض الآباء يحرجون داخل الأسواق من تصرفات بعض أطفالهم في الإلحاح الشديد في الطلب.. مما يجعلهم يدفعون مبالغ خيالية لمشتريات أطفالهم? ب بعض الآباء يفضلون إتاحة الفرصة للطفل للتسوق لتكون له شخصية مستقلة وخاصة في شراء احتياجاته مثل الالعاب والملابس. وأكد البعض على ان الملابس تلعب دوراً مهماً في الإنفاق الاستهلاكي، وفي تكوين شخصية الطفل، و كذلك في تكوين الصداقات الجديدة، وزيادة شعور الطفل بالثقة بالنفس. وانه على الأسرة أن تنمِّي لدى الأطفال عادات وسلوكيات سليمة في اختيار الملابس من حيث الجودة والثمن والتعرف على كل ما هو جديد في الأسواق. ج بعض الآباء يحذِّر من الانسياق وراء رغبات الأطفال ومطالبهم، التي قد تؤدي إلى الإسراف والى الاصطدام مع اطفالهم في حالة عدم تحقيق رغباتهم. ومن افضل الطرق و الوسائل التي يتعلم من خلالها الطفل السلوك الاستهلاكي الصحيح هو التعلم عبر الأم ، وسلوك الأم الاستهلاكي العملي لأن الام هي اقرب شخصية للطفل واكثر تأثيرا عليه، وذلك من خلال تفاعل الأمهات مع الأطفال أثناء اتخاذ القرارات الاستهلاكية، وفي قيام الأطفال بأنفسهم بالسلوك الاستهلاكي. وقد أظهرت بعض الدراسات أن سلوك الأم الاستهلاكي والمعلومات الخاصة بهذا السلوك وفي هذا المجال والتي تسعى الأم لتعليمها للطفل، لها تأثير في تقويم الطفل للسلعة وفي الثقافة الاستهلاكية بشكل عام..