تختتم مساء اليوم الاربعاء فعاليات اللقاء الثاني للحوار الفكري الذي اقيم في ام القرى خلال الفترة من 4 - 8 ذي القعدة 1424ه باعلان البيان الختامي وتقويم اعمال اللقاء والمقترحات وقد تضمن اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي ينظمه ويتبناه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني العديد من الاهداف التي يرجى منها التقريب بين كافة اطياف المجتمع وسماع الآخر لكي يقدم نفسه كما هو وقبول الآراء المخالفة من اجل الاعلاء من شأن المواطن وخلق روح المحبة والتواصل بين ابناء المجتمع الواحد وتأسيس علاقة جيدة وايجابية بين مختلف الاتجاهات الفكرية المذهبية. ومن الاهداف ترسيخ فكرة الحوار بين ابناء الوطن وجعل هذا الحوار تقليدا ثابتا من تقاليد المجتمع السعودي والتعرف على الحقائق وتبين الطريق الصحيح في مجال الاصلاح وقد وضع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الاستراتيجية التي يجب انتهاجها في هذا الظرف الحساس لكي يكون المواطنون صادقين مع الله اولا ثم مع انفسنا لقطع الطريق على الكثير ممن استهوتهم افكار التطرف وحادوا عن الوسطية سواء بالافراط او التفريط لكيلا يتحكم هؤلاء في مصائرنا ويختطفوا مستقبلنا وعندما شعر ولاة الامر في هذه البلاد المباركة بما يحاك ويدار في الخفاء ضد هذا الوطن العزيز وابنائه من مكائد ودسائس لخلق الفتنة وزعزعة الامن سارعوا بقطع الطريق على هؤلاء بصدور الموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - على انشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي قام صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد - رعاه الله - بالاعلان عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على انشائه وحدد سموه اهداف المركز وهو ان يسهم في ايجاد قناة صادقة للتعبير المحقق ذي الاثر الفعال في محاربة التعصب والغلو والتطرف لايجاد مناخ نقي تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي تنبذ وترفض الارهاب والفكر الارهابي. وهذا التوجيه من سمو ولي العهد - حفظه الله - ان يستمر الحوار ليتسع نطاقه وتتاح الفرص لمزيد من المتحاورين لبحث المزيد من القضايا بهدف ان يتطور الحوار حتى يكون اسلوبا لبناء الوطن. وقد عكف المسؤولون والقائمون على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على تدارس ما قد يطرح في اللقاء الثاني للحوار الفكري لاختيار موضوع يعالج بعض الظواهر التي استجدت في المملكة العربية السعودية وطرحها على الكتاب والمفكرين واصحاب الرأي لوضع البحوث والدراسات واوراق العمل لمناقشة هذه الظواهر في حوار وطني يجمع بين كافة الطوائف وقد كان عنوان اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري (الغلو والتطرف) لان هاتين الظاهرتين ظهرتا على السطح وعلى مستوى العالم ولما لهاتين الظاهرتين من خطورة على الوطن والدين فقد ورد النهي في القرآن الكريم عنهما في اكثر من ستين اية وكان الغلو والتطرف مبلغ اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه. لذا حررت اوراق العمل لهذا اللقاء من قبل الخبراء والمتخصصين لتشمل علاج موضوع اللقاء من عدة نواح منها السيكولوجية - والاجتماعية - والتربوية والسياسية - والاقتصادية - من اجل بلورة رؤية واضحة ومتوازنة في هذا الظرف لتحقيق التقارب في وجهات النظر والآراء وبما يؤدي الى تفعيل الطرائق الحميدة المفضية الى ابعاد هذا الوطن عن رياح التشدد والغلو التي تحرف تعاليم الشريعة الاسلامية السمحة وتناقض مقاصدها وتناول الباحثون في بحوثهم ظاهرة الغلو والتطرف واسبابها الفكرية والمادية وتحليل العوامل المؤدية اليها من الوجهة الشرعية ودراسة كافة العوامل النفسية والاجتماعية والتربوية والسياسية والاقتصادية والاعلامية التي ساعدت في انتشار هذه الظاهرة ومناقشة ذلك في جو من الحرية وبمنتهى الشفافية للخروج بالحلول المناسبة لهذه الظاهرة.