عادل مال الله اسم لايمكن ان يمحى من ذاكرة الخليجيين فهو اول قائد قطري يرفع كأس دورة الخليج للمنتخب القطري وهو النجم الذي شد الجميع بأدائه ومستواه من مطلع الثمانينات حتى مطلع التسعينات.. نجم يجمع بين الفن والاناقة والرجولة داخل المستطيل الاخضر مدافع صلب لكنه يعرف طريق المرمى بتسديداته الصاروخية نحو المرمى. هو من النجوم الذين يمكن ان يطلق عليهم نجوم الشباك فقد اوجد له مكانا بين نجوم الخليج الكبار امثال جاسم يعقوب وماجد عبدالله وعدنان الطلياني ومنصور مفتاح والقائمة تطول.. سابقا كان نجما في المستطيل الاخضر وحاليا عضو بالاتحاد القطري لكرة القدم. اناقته داخل الملعب انتقلت الى اجاباته فهو صريح بأسلوب لايدخل في نطاق التجريح وهو جريء دونما ان يسفه آراء الآخرين، وهو نجم اداري مثلما كان نجما داخل المستطيل الاخضر. هل تريدون معرفة ماضيه.. والتعرف على نجوميته.. والوصول الى مكامن شخصيته.. تعالوا معنا في هذا الحوار الذي كشف فيه ماضي الخليج مقارنة بالدورات الحالية بآراء قيمة، وبنظرة النجم الخبير وبأسلوب قد لانجده في كثير من المحليين في القنوات الرياضية. عادل مال الله هو ضيفنا في لقاء اليوم، و(الميدان) يقدم هذه الوجبة الدسمة للقراء وللجمهور الذي عشق اداء هذا اللاعب من مختلف دول الخليج العربي ممن كانوا يتابعون الكرة الخليجية في الثمانينات. هذا هو الفرق @@ سؤالي تقليدي ما الفرق بين دورات الخليج في الوقت الراهن.. ودورات الخليج في الثمانينات عندما كنت لاعبا؟ في السابق كان الاعتماد على المهارات الفردية للاعبين لذلك كانت الجماهير تشعر بنجومية اللاعب اكثر من الوقت الراهن، لان الكرة تعتمد على جماعية الاداء وليس على الاداء الفردي وهذه المعادلة هي التي تفسر لنا ان نجوم كرة القدم الخليجية السابقين مازالوا عالقين في الاذهان لان الجماهير تتذكر جملهم الفنية التي لاتتكرر في دورات الخليج الحالية ولعل هذا التفسير هو الاقرب للواقع من التفسيرات الاخرى ومن وجهة نظر شخصية كانت المنتخبات الخليجية في السابق تملك القائد المحنك داخل الملعب الذي يستطيع ان يوجه ويقود فريقه في احلك الظروف، لذلك كان نجد المنتخبات الخليجية في السابق تملك القدرة على تغيير النتائج ونجد ايضا وفرة الاهداف، والاهداف في الدورات الخليجية الحالية افتقدت العنصر التهديفي الذي كان يميز دورات الخليج في السابق وهذه الاهداف كانت تمثل المتعة. نعم تفتقد القائد @@ هل معنى كلامك السابق ان المنتخبات الخليجية الحالية تفتقد القائد المحنك داخل الملعب؟ نعم بدليل مباراة عمان واليمن فالمنتخب العماني كان مسيطرا على مجريات اللعب في الشوط الثاني ولكن عامل التسرع وعدم التركيز كان مسيطرا على اداء عمان ولو كان هناك قائد محنك لعمان لما سيطر على اللعب دون ان يحقق النتيجة الايجابية وهي حصر النقاط الثلاث. معظم المنتخبات @@ وهل هذا الرأي ينطبق على المنتخب العماني فقط او الرأي ينطبق على المنتخبات الخليجية جميعها؟ للحق اقول منظمها وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها حتى لانخدع انفسنا ونستفيد من اخطائنا والمهم ان نتنبه لهذه النقطة جيدا حتى نعالجها في المرحلة المقبلة. خمسة منتخبات هي الدليل @@ بصراحة هل مازالت دورات الخليج تؤدي نفس الهدف في الماضي من حيث تطوير المستويات وتفريخ النجوم اما ان المسابقات العربية والآسيوية الكثيرة ألغت ذلك الدور؟ الاحصائيات والارقام لاتخطئ في هذا المجال، فخذ مثلا تأهل خمسة من منتخبات دول مجلس التعاون الى نهائيات كأس امم آسيا برهان على ان دورة الخليج مازالت تؤدي دورها على اكمل وجه، فهي تطور مستويات المنتخبات الخليجية وهي محطة لتفريخ النجوم بدليل ان جميع لاعبي المنتخبات الخليجية الحالية يعتبرون هذه الدورة فرصتهم لتعريف الجمهور الخليجي به. اؤكد ان دورات الخليج مازالت تؤدي الدور من الناحية الفنية ومازالت محطة لتفريخ النجوم، ومن الناحية المعنوية فهي تمثل خصوصية لدول الخليج العربي، وهذه الخصوصية هي التي جعلتها ناجحة بدليل استمرارها دون توقف منذ العام 1970م وهي من انجح الدورات استمرارية في العالم، وهي الدورة التي ساهمت في انشاء الكثير من المنشآت الرياضية في الخليج العربي انشئت بسبب اقامة دورات الخليج، وهذه ميزة تضاف لدورات الخليج هذا رأيي بدون مجاملة او مثالية في الجواب حول هذا السؤال وهذه الحقيقة التي يعرفها الجميع ولا يختلف عليها اثنان من اهل الخليج. @@ وماذا تقول للاصوات التي تنادي بالغاء دورات الخليج بسبب زحمة المشاركات للمنتخبات الخليجية في المسابقات الاعلامية؟ اقول لهم: هل لكم ان تتصوروا الكرة الخليجية دون دورة الخليج؟ وكيف سيكون تفريخ النجوم للمنتخبات، الا تعتقدون ان الكرة الخليجية سوف تتراجع بسبب الغاء دورات الخليج؟ بالطبع لا، لان دورة الخليج فرضت نفسها ليس فقط عاطفيا كوننا نتمنى لمنطقة الخليج، بل لانها اصبحت ذات قيمة فنية حتى لو هبط بعض المستويات في بعض الدورات، ولكن هذا لايعني ان جميع الدورات كانت دون المستوى فالقاعدة هي ان تكون ناجحة فنية وكما يقولون لكل قاعدة شواذ وقد يظهر بعض الدورات دون المستوى وهذا الامر يحدث في جميع البطولات الاقليمية والعالمية. اعتقد ان الذي يطالب بالغاء دورات الخليج وهي اصوات قليلة جدا، مخطئون في تصورهم ومخطئون اكثر في اعتقادهم ان دورة الخليج تقل اهمية عن البطولات الاخرى بالنسبة لاهل الخليج. دورة الخليج كما قالوا ولدت لتبقى، ليس فقط من الجانب العاطفي لابناء الخليج بل هي مفيدة حتى في الجانب الفني والدلائل كثيرة وقد ذكرت لها آنفا. أخطاء عادية @@ وماذا عن التحكيم في دورات الخليج؟ علينا ألا نضخم بعض الاخطاء غير المقصودة وعلينا ان نكون ناضجين اكثر في هذا المضمار وانا لا احبذ بعض التصورات المبالغ فيها كثيرا، خاصة ان ظاهرة اخطاء الحكام ليست مرتبطة بدورة معينة بل هي ظاهرة عالمية، ولقد شاهدنا بعض تلك الاخطاء في نهائيات كأس العالم الاخيرة، ومن هنا يجب ان نعي هذه الظاهرة جيدا ولا تقودنا عواطفنا لتفسيرات غير واقعية، والاهم ان ندرك ان الاخطاء غير متعمدة وغير مقصودة من قبل الحكام، ومن هذا المبدأ يجب علينا ان ندرك ايضا ان الاخطاء التحكيمية لابد منها في اي بطولة في العالم، والمهم ان نتعامل معها بطريقة كروية حضارية لان الحكم بشر ومعرض لارتكاب بعض الاخطاء، وهذا هو المبدأ الذي يجب ان نسير عليه وهذا لايعني انني امور بعض الاخطاء القاتلة او عدم تركيز الحكام في المباريات ولكنني اطالب بانصاف الحكم وعدم المبالغة وعدم التسرع في اصدار الاحكام. فكرة جيدة @@ وما رأيك في الاستعانة بالحكام الاجانب في دورات الخليج؟ امر عادي جدا فمثلا بطولة امريكاكوبا تتم الاستعانة بحكام من اوروبا وهكذا، لذلك فالاستعانة بحكام اجانب في دورات الخليج امر عادي جدا جدا، لان هذه الطريقة معمول بها في بطولات عالمية والاستعانة بالحكم الاجنبي لايقلل ابدا من امكانية الحكم الخليجي خاصة ان الحكم الخليجي يستفيد من الحكام الاجانب في مثل هذه المناسبات من خلال المتابعة والاحتكاك والاتصال المباشر وهذه تحسب لحكام الخليج وليس ضدهم، واتمنى من الحكام الخليجيين ان يستفيدوا كثيرا من الحكام الاجانب في هذه الدورة بالصورة التي يجب ان تكون عليها الاستفادة الحقيقية لان هذه الفائدة ستنتقل لحكام خليجيين آخرين من خلال عودة هؤلاء الحكام لدولهم ومشاركتهم في المسابقات المحلية. نظام الدوري هو الأفضل @@ في حالة عودة العراق لدورة الخليج وكون عدد المنتخبات الخليجية ثمانية منتخبات هل تؤيد نظام المجموعتين ام نظام الدوري؟ بالطبع نظام الدوري لاننا لانتصور دورات الخليج دون ان تلتقي السعودية مع الكويت مثلا، وقطر والبحرين، وهكذا ونظام المجموعتين قد يحرم الجماهير الخليجية من هذه المتعة وهذه اللقاءات اما نظام الدوري فاعتقد ان المتعة ستكون موجودة وان التنافس المثير سيكون على اشده كما هو في الدورات السابقة والدورة الحالية لذلك فان نظام الدوري هو الانسب لدورات الخليج حتى لو كان هناك ثمانية منتخبات مشاركة، بل ان النظام سيزيد من الاثارة اكثر وسيجعل المنافسة حتى الرمق الاخير من الدورة، فالعراق هو الآخر منتخب قوي وله صولات وجولات في دورات الخليج وسيضيف الكثير من الاثارة لدورات الخليج. لا للتصريحات المثيرة @@ الا تعتقد ان التصريحات المثيرة في دورات الخليج هي فاكهة الدورة.. ام لك رأي آخر في هذا المجال؟ بالطبع لي رأي آخر، فانا لست من المؤيدين للتصريحات التي تثير الفتن وتثير القلق وتبعد ولا تقرب وانا مع التصريحات الناضجة الواعية التي تركز على الجوانب الفنية وتطور الكرة في الخليج وتقدم الفكر الكروي الخليجي الى الامام، وانا بصراحة مع التصريحات الاحترافية الناضجة التي تؤدي في نهاية المطاف الى التقارب وان يقول المهزوم للفائز مبروك والفائز للمهزوم (هارد لك) ونحن بحاجة في هذا الوقت الى التصريحات العقلانية لان الزمن تغير، وحتى الجمهور اصبح واعيا بشكل كبير عما كان عليه في السابق لذلك فان تصريحات الاثارة اصبحت موضة قديمة. @@ وهل هذا الكلام للجميع حتى للمسئولين عن المنتخب القطري؟ بدون اسماء هذا المبدأ هو بوجه عام وليس موجها ضد احد. السبب معروف @@ لماذا اختفى المدرب الخليجي عن هذه الدورة؟ يجب هنا ألا تأخذنا العاطفة فالمدرب الخليجي اذا رغب في ان يكون مدربا لاحد المنتخبات يجب ان تكون انطلاقته من الاندية وان يحقق الانجازات والبطولات ويترك بصمة واضحة على الاندية التي يشرف على تدريبها، ومن ثم يفكر في قيادة منتخب بلاده، وهذا هو الطريق الصحيح لوصول المدرب الخليجي لقيادة المنتخبات. اما ان نخدع انفسنا وننادي بالمدرب الخليجي وهو غير قادر على قيادة المنتخبات فهو امر عاطفي لا اكثر، وكرة القدم ليست عاطفة، بل هي احتراف مهني وهذا مايجب ان نقوله لجميع المدربين الخليجيين، فالمدربون العالميون الذين قادوا منتخبات بلادهم تدرجوا في سلم التدريب وبدأوا من الاندية واثبتوا وجودهم وحققوا البطولات والانجازات مع تلك الاندية، ومن ثم اقنعوا الآخرين بكفاءتهم، ووجدوا الطريق ممهدا لهم لقيادة منتخبات اوطانهم، اي انهم مروا بمراحل متعددة، وهذا مايجب ان يصبه المدرب الخليجي اذا اراد الاستمرار في سلك التدريب لا ان يظهر عاما او عامين ثم يختفي. الضيف مع الزميل الجوكم من مباراة السعودية والامارات