تعتبر الأطعمة من الناقلات السلبية لكثير من الأمراض المعدية، وفي بعض الحالات الاخرى ينمو الميكروب بطريقة إيجابية في الطعام قبل تناوله، أو قد يفرز بعض المواد السامة أثناء عملية التمثيل الغذائي، وتدخل كثير من الطفيليات والميكروبات إلى الجسم عن طريق الطعام، ومن الأمراض التي تأتي عن طريق الفيروسات المسببة للعدوى هناك مرض شلل الأطفال، والفيروس القوقازي (وأعراض شبيهة بمرض شلل الأطفال وسمى كذلك لأن اول مريض أصيب به كان من بلاد القوقاز) وهذه الفيروسات تهاجم المعدة والأمعاء وتنتقل لها عن طريق الطعام، ومن المعروف أن حمى التيفود والسل هما من أكثر الأمراض البكتيرية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام. ولكن هناك أيضا أمراضا أخرى مثل الدوسنتاريا الأميبية والتي تنتشر في البلاد القارية حيث يكثر انتشار الكائنات الدقيقة المسببة لهذا المرض في الأطعمة، وعلى المستوى العالمي فإن الدودة الشريطية يمكن أن تنتقل خلال لحوم الأبقار أو الخنزير والاسماك، ولحم الخنزير يمكن أن يتسبب أيضا في الاصابة بمرض الدودة الشعرية، وتفرز البكتريا التي تصل الى الاطعمة المحفوظة مواد سامة تتصف بالثبات الحرارى وتسبب الموت حتى للبكتريا ذاتها، واكثر انواع هذه البكتريا شيوعا هي السالمونيلا والكوسترديا (والتي تنمو بصورة كبيرة في الجو الخالي من الأكسجين) والطفيليات مثل ستافيلوكوكي وستريتوكوكى والتي عادة ما تعيش في جلد الإنسان وحلقه اوالتي قد تسبب البثور التي على الجلد والتهابات الحلق، وهناك نوع آخر من البكتريا يسمى بوتيولينم كلوستريديوم والتي تفرز سما قويا يصيب الأعصاب والعضلات، أما باقي الأنواع فإنها تفرز سموما تتسبب في تهيج المعدة والامعاء، ولهذه السموم أعراض شبيهة باعراض تسمم الطعام حيث تبدأ بقىء وإسهال حاد يستمر لفترة 24-28 ساعة فقط، وهذه الحالة وأن كانت غير خطيرة إلا أنها تسبب مضايقات للمريض بطريقة مؤلمة، ويتسبب الطعام في بعض الامراض الأخرى والتي تكون بدايتها تدريجية ولكنها تستمر لفترات أطول، ويجب التفرقة بين الأمراض المعدية مثل حمى التيفود والدوسنتاريا، حيث تعيش البكتريا في محتويات وجدران القناة الهضمية وتسبب المتاعب، وبين أمراض تسمم الطعام ( حيث نواتج البكتريا الميتة هي التي تسبب التسمم وظهور الأعراض المرضية) والمعالجة الحرارية للطعام الذي به العدوى سوف تقتل البكتريا ولكنها لن تساعد في التخلص من السموم التي افرزتها هذه البكتريا، وهناك بعض انواع البكتريا التي قد تسبب كلا المرضين (امرض معدى، ومرض تسمم)، مثل البكتريا التي تسبب حمى التيفود (وتسمى التيفى سالمونيلا) حيث تستطيع أن تفرز سموما اذا ما تواجدت في الطعام أو ان تتواجد في جسم الإنسان على صورة بكتريا حية، وينطبق نفس الكلام على البكتريا الكروية والتي تسبب التهابات الحلق والحمى القرمزية. وتمر كثير من الطفيليات متعددة الخلايا والتي تدخل جسم الإنسان عن طريق الطعام بدورات حياة معقدة: حيث يشمل ذلك نوعين من الحيوانات الحاملة لهذه الطفيليات، فنلاحظ أن الديدان المكتملة النمو تعيش في القناة الهضمية بينما يتم إخراج بيضها أثناء عملية التبرز، وهناك مرحلة متوسطة والتي تكون فيها الديدان في حالة كمون ومتحوصلة (داخل أكياس) ومنتشرة في الجسم خصوصا العضلات والكبد. اخصائي التغذية هد بن عيسى الأحمد مستشفى الملك فهد بالهفوف