نسف الجيش الاسرائيلي امس في شمال الضفة الغربية منزل عائلة منفذ العملية الفدائية امس الاول قرب تل ابيب التي ادت الى مقتل اربعة اسرائيليين، بينهم ثلاثة عسكريين، اذ ذكرت مصادر امنية فلسطينية ان الجنود الاسرائيليين دمروا منزل سائد كمال حنني (18 عاما) في قرية بيت فوريك قرب نابلس بشمال الضفة الغربية الذي كان يعيش فيه ستة اشخاص. وقام سائد كمال حنني بتفجير نفسه عند محطة باصات مما ادى الى مقتل ثلاثة عسكريين اسرائيليين وفتاة. وحنني ناشط في كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقال الجيش الاسرائيلي مجددا في بيان: ان تدمير المنزل يشكل رسالة الى الارهابيين وشركائهم تعني ان هناك ثمنا يجب ان يدفعوه لاعمالهم على حد قوله. واصيب فلسطيني بجروح طفيفة في اشتباك مع الجنود الاسرائيليين فيما كانوا ينسحبون من المنطقة بحسب شهود عيان. وكان الجيش الاسرائيلي اشار في وقت سابق الى اعتقال اثنين من ناشطي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال الليل في بيت فوريك وثلاثة فلسطينيين خرين ملاحقين في الضفة الغربية. وقد نسف الجيش الاسرائيلي منذ اغسطس 2002 في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالى 250 منزلا لفلسطينيين يشتبه الجيش في ضلوعهم في عمليات ضد اسرائيل. كذلك تم التشكيك في جدواها في اسرائيل نفسها نظرا الى ان المنظمات الفلسطينية الراديكالية لا تلقى اي صعوبة في تجنيد مرشحين لتنفيذ عمليات باعتراف الاجهزة الامنية نفسها. وبحسب منظمة العفو الدولية فقد دمر الجيش الاسرائيلي منذ بدء الانتفاضة قبل ثلاث سنوات اكثر من الفي منزل فلسطيني في الاجمال لدوافع امنية خصوصا في جنوب قطاع غزة. من جهة اخرى توغلت وحدة اسرائيلية في البلدة القديمة في نابلس للقيام بعمليات مداهمة واعتقال، حسبما افاد مصدر امني فلسطيني، اعتقل على اثرها ستة اشخاص على الاقل، خمسة منهم ناشطون في حركة فتح والسادس من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،حيث شاركت حوالى اربعين سيارة جيب وخمس دبابات في عملية التمشيط هذه في ازقة البلدة القديمة في نابلس. ومازالت ردود الفعل تتوالى في داخل اسرائيل بعد العملية الاخيرة حيث قال مسؤول اسرائيلي كبير امس ان العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص ومنفذها امس الاول قرب تل ابيب قد تزيد من تصميم اسرائيل على تطبيق تدابير احادية الجانب خلال الاشهر المقبلة. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان اسرائيل تبقى ملتزمة بخارطة الطريق طالما كانت امام هذه الخطة فرص للتطبيق ولكن مثل هذا الاعتداء يقرب الوقت الذي قد يتعين فيه اتخاذ تدابير احادية الجانب. وذكر في هذا السياق خطة الفصل التي اعلنها رئيس الوزراء ارييل شارون في 18 كانون الاول/ديسمبر التي سيؤدي تطبيقها الى ضم مساحات واسعة من اراضي الضفة الغربيةالمحتلة واخلاء مستوطنات معزولة، متهما بشكل خاص سوريا بالوقوف وراء عملية تل ابيب. وقال ان العملية الانتحارية مثال على رفض السلطة الفلسطينية محاربة الارهاب وتطبيق خارطة الطريق، خطة السلام الدولية التي تنص على اقامة دولة فلسطينية على مراحل ولا تزال حبرا على ورق. م نجانبه اجتمع وزير الدفاع شاوول موفاز امس بكبار المسؤولين العسكريين لبحث التدابير التي يمكن اتخاذها ردا على العمليةالاخيرة.