نجا الرئيس الباكستاني برويز مشرف صباح أمس من ثاني عملية اغتيال استهدفته خلال عشرة أيام في نفس مكان العملية الأولى بمدينة روالبندي القريبة من اسلام أباد، حيث تم تفجير سيارتين مفخختين لدى مرور موكبه، مما اسفر عن مقتل 14 شخصا وجرح 46 آخرين، كما أعلنت مصادر وزارتي الداخلية والدفاع. وأعلن مشرف في تصريح متلفز انه تعرض لهجوم انتحاري في روالبندي مؤكدا ان المهاجمين هم من الارهابيين والمتطرفين. وقال وقد بدا هادئا ومبتسما كنت مستهدفا في الهجوم. واضاف انه كان عائدا الى منزله من اسلام اباد عند وقوع الهجوم. وقدم الرئيس الباكستاني تعازيه لعائلات 14 قتيلا كما وعد بتقديم تعويضات. وقال الناطق الجنرال شوكت سلطان ان المهاجمين كانوا في سيارتين وحاولوا التسلل الى الموكب الرئاسي وقد انفجرت السيارة الاولى ثم حاولت السيارة الثانية القيام بالشيء نفسه، والحمد لله إن الرئيس بخير. وصرح وزير الداخلية الباكستاني فيصل صالح حياة ان 14 شخصا قتلوا وجرح 46 اخرون في هذا الاعتداء، مضيفا ان الانفجار كان كبيرا وكانت أعمال الانقاذ لا تزال مستمرة مساء أمس. وصرح وزير الاعلام شيخ رشيد من جهته ان ثلاث سيارات من الموكب الرئاسي تضررت بينها سيارة الرئيس التي تطاير زجاجها الامامي. وقد وقع هذا الاعتداء عند مفترق طرق حيث توجد محطة بنزين. والضحايا هم من المارة او اناس كانوا متواجدين في محطة البنزين كما قال وزير الاعلام لفرانس برس بدون ان يوضح ما اذا كانت هذه الحصيلة تشمل ايضا سائقي السيارتين الانتحاريين. وكانت حركة السير خفيفة عموما أمس الخميس وهو يوم عطلة اذ يحتفل فيه بالذكرى ال 127 لمولد مؤسس باكستان محمد علي جناح. ومحاولة هجوم الأمس هي الثانية التي يتعرض لها الرئيس الباكستاني في اقل من اسبوعين بعد ان نجا من محاولة اولى في 14 كانون الاول ديسمبر اثر تفجير قنابل كانت موضوعة تحت جسر سلكه موكبه على بعد بضعة مئات الامتار من مكان الاعتداء الجديد. ومحاولة الاعتداء السابقة لم توقع ضحايا لكنها دمرت نصف الجسر الذي وضعت تحته المتفجرات على مسافة مئتي متر من مفترق الطرق حيث وقع الاعتداء الجديد. وكانت مصادر امنية باكستانية ذكرت لوكالة فرانس برس حينذاك ان اجهزة تشويش الكترونية توقف اجهزة التحكم الكهربائية عن بعد في شعاع مئتي متر انقذت في ذلك الوقت الرئيس. واوضحت تلك المصادر ان المادة المتفجرة التي استخدمت في محاولة الاعتداء الاولى كانت سي 4 وهي مادة لم تستخدم عمليا على الاطلاق من قبل في باكستان. وكان الرئيس مشرف الذي اعلن امس الأول الاربعاء انه سيتخلى اواخر كانون الاول ديسمبر 2004 عن رئاسة اركان الجيش، قادما من اسلام اباد ومتوجها الى مقر اقامته الاعتيادي (ارمي هاوس) في المدينة الحامية روالبندي. وفي 14 كانون الاول ديسمبر كان يقطع المسافة نفسها لكن بالاتجاه المعاكس. وتتضمن المواكب الرئاسية عادة نحو عشر سيارات بينها عدد من سيارات الليموزين المصفحة ويفترض الا يعلم احد في اي منها يوجد الرئيس. وقال شيخ رشيد مازال من المبكر جدا معرفة من يقف وراء هذا الاعتداء. وبعد ان تخلى تماما عن دعمه لنظام طالبان المتطرف في افغانستان في خريف العام 2001 للانضمام الى الحرب على الارهاب التي اطلقتها الولاياتالمتحدة، أصبح للرئيس مشرف كثير من الاعداء. وقد اعتقل منذ سنتين اكثر من 500 عنصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة وحظر الرئيس مشرف مرات عدة جماعات مسلحة تمرست خصوصا على حمل السلاح ضد الاحتلال الهندي لولاية كشمير المتنازع عليها بين الهندوباكستان. وادانت الهند امس محاولة الاغتيال وقال نافيتيج سارنا المتحدث باسم وزارة الخارجية ان الحكومة الهندية تدين الهجوم الارهابي البغيض على الرئيس مشرف في روالبندي .. ونقدم احر التعازي الى عائلات الضحايا. ومن المقرر ان يزور رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي اسلام اباد في الفترة من 4 الى 6 كانون الثاني/يناير لحضور قمة زعماء جنوب آسيا.