لو استشعرنا القيمة المعنوية للحب من جوانبه الايجابية لوجدنا انفسنا نحلق في عالم واقعي يتحلى بقيم دينية واجتماعية ليس فيه من الانحلال شيء. ان عواطفنا تظل دائما نبراسا شاهدا على اخلاقنا ودليلا قاطعا على صدق توجهاتنا في هذه الحياة ولكن ما بالنا نظلم الحب ونكيل له من الاتهامات ما هو منه بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب بعضنا اخذ من الحب الاسم وافقده المضمون فأصبح الحب لديه لفظا يتلفظ به من اجل ايقاع الآخرين في مصائده الشيطانية يتلاعب في عواطف بريئة لاجل التفاخر وسد النقص الذي يعاني منه البعض اشكل عليه الامر فأصبح الحب بالنسبة اليه مجرد انتقام يتشفى به من الآخرين والبعض دخل هذا الميدان فارغ الذهن فرسم له الآخرون الطريق فعبره دون اي تفكير فأخذ يتخبط في نصف الطريق، نعم انها تناقضات شتى في توجهاتنا ولكن يظل الوفاء هو العامل المؤثر في الحب والمحرك المغذي لحركاته الفعالة بدونه يفقد رونقه وهيبته وعزته ورفعته ان وفاءنا تجاه من نحب يجنبنا ايذاءه وتصيد هفواته ومحاولة الانتقام منه في كل مناسبة خصام وعتاب نعم لقد ظلمنا الحب عندما ولجنا به في دياجير الخيانة والغدر فحملناه من مصائبنا مالا يحتمل .. عريناه من ملبسه عندما غفلنا عمن منحنا اياه رحمة من لدنه.. نعم لن نصن تلك النعمة الالهية.. اراد لنا الخالق ان نحب من سوف نسكنه في انفسنا بعقد يستمد قوته من شريعة السماء فأبى البعض الا ان يعقد العقد مع شيطان اراد لنا ان نلوث مظاهر ذلك الحب بكل مظهر غير اخلاقي انها مصيبة المصائب ان نستمر في ظلم الحب لاننا فقدناه وقد قيل (فاقد الشيء لا يعطيه).. نعم ان من لا يملك لا يستطيع ان يهبك شيئا تطلبه منه في لحظة صدق.. بل انه سوف يظل يضحك عليك طول العمر وقد ينتهي بك العمر وانت تعتقد ان بضاعته الفارغة تضم شيئا يسمى الحب لذا عليك ان تتحرى قبل ان تصاب بصدمة تدخلك في مرحلة الهذيان.. فتكرر نفس اللعبة مع الآخرين بدعوى الحب؟؟ مهنا صالح الدوسري