قال مسؤولون كبار في المخابرات الامريكية ان زيارات سرية قام بها ضباط مخابرات امريكيون واجتماعات عقدت في ساعات متأخرة من الليل مع الزعيم الليبي معمر القذافي وكشف النقاب عما تعرفه الولاياتالمتحدة عن برنامج الاسلحة الليبي ادى الى تعهد طرابلس بالتخلي عن اسلحتها غير التقليدية. وقالت الصحيفة البريطانية ان القرار الليبي التخلي عن تطوير اسلحة نووية وكيميائية وجرثومية يأتي بعد سنتين من المفاوضات جرت بغالبيتها في لندن واثر هجمات تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وكتبت صحيفة صنداي تلغراف من جهتها ان وجود برنامج تسلح ليبي اثبت ماديا مما ادى الى القرار الليبي التخلي عن اسلحة الدمار الشامل الذي كشفت عنه مساء الجمعة كل من لندنوواشنطن. وكان فريق من ضباط المخابرات الامريكية والبريطانية قد زار ليبيا سرا في اكتوبر وديسمبر لفترات استمرت نحو اسبوعين وقاموا بزيارة مواقع شاهدوا فيها اجزاء من البرامج الكيماوية والنووية والصاروخية لليبيا. ورافق الضباط دائما (مرشدون) وسائقون كانوا يغيرون السيارات على طول الطريق وتم ادخال الغربيين الى مبان ادارية لعقد اجتماعات مع القذافي كانت تبدأ بعد الساعة الحادية عشرة مساء. وقال مسؤول امريكي كبير كان ضمن هذه الزيارات للصحفيين شريطة عدم نشر اسمه: عمليا كنا نقوم بهذا النشاط كله بشكل سري بقدر امكاننا ومن ثم كان فعلا نتيجة سلسلة من الاجتماعات السرية في اوروبا وبعد ذلك بالطبع زيارات تمت في سرية لليبيا. واوضح المسؤولون الامريكيون ان القذافي كان القائد والمحرك لهذه العملية التي اسفرت عن الاعلان الليبي غير العادي بشأن الاسلحة. وبادر ممثلو القذافي بهذه العملية في منتصف مارس بطلبهم من بريطانيا التوسط في محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن برنامجها لتطوير اسلحة دمار شامل. وقال احد ضباط المخابرات الامريكية الذين حضروا هذه الاجتماعات: خلال الاجتماعات مع العقيد القذافي كان ثابتا طوال الوقت في نيته للمضي قدما بالاعتراف والتخلص من برامج اسلحة الدمار الشامل. وقال: كانت (الاجتماعات) دائما تعقد في ساعة متأخرة من الليل ولكن في كل مرة كان يفعل واجبه وكان مستعدا لنا وكان سخيا تماما في وقته. وجاءت على ما يبدو الدفعة الاخيرة لطرابلس كي تتخلى عن اسلحتها المحظورة عندما علمت بحجم ما تعرفه الولاياتالمتحدة بالفعل عن برنامج اسلحتها. واخذ الليبيون الفريق الامريكي والبريطاني الى عشرات من المواقع حيث رأوا اجهزة الطرد المركزي واجزاء للطرد المركزي كانت تعمل على ما يبدو. وشاهد الفريق ايضا عشرات الاطنان من خردل الكبريت الذي انتج قبل عقد. وعلى الرغم من اعتقاد مسؤولي المخابرات ان ليبيا كانت تملك برنامجا نوويا نشطا فقد امتنعوا عن التعليق عن مدى اقتراب طرابلس من امتلاك سلاح نووي. وقال مسؤول شارك في تحليل انتشار الاسلحة: يكفي ان نقول ان الليبيين وصلوا بشكل كبير الى مدى ابعد مما تم الكشف عنه من قبل في برامج تخصيب اليورانيوم. وحتى الان كان اهم ما كشفوه لنا هو كشفهم عن اجهزة الطرد المركزي. كان هذا حجر الزاوية في اعترافهم. وعرض الليبيون ايضا على الفريق صواريخ متطورة قدمتها كوريا الشمالية في اواخر التسعينات. وقال المسؤول: سمحوا لنا باختيار بعض العينات .وسمحوا لنا بالتقاط صور.وسمحوا لنا بزيارة الاماكن بحرية وهو امر مازلنا نعتبره غير عادي. وسمح للفريق بدخول منشات علمية تستخدم لاغراض طبية او صيدلانية ولكنه لم يعثر على دليل مباشر على اي برامج للاسلحة البيولوجية.