انخفضت نسبة التضخم في الولاياتالمتحدة الى ادنى معدل لها منذ 38 عاما حسب ما اوضحت آخر الاحصاءات الرسمية. الدليل انخفاض المستوى العام للاسعار بشكل طفيف في الشهر الماضي ليبلغ 1.1%، وهو ما شكل مفاجأة للمراقبين الذين كانوا يتوقعون اتجاها تصاعديا طفيفا للاسعار. وأظهر مؤشر اسعار المستهلكين انخفاضا بنسبة 0.2%، مما يعني ان اسعار البترول والملابس وتذاكر الطائرات اصبحت اقل. ويعني استمرار انخفاض المستوى العام للاسعار في الولاياتالمتحدة انه من غير المنتظر قيام الاحتياطي الفيدرالي الامريكي برفع اسعار الفائدة في مطلع عام 2004، اذ ان انخفاض سعر الفائدة يشجع المستهلكين على الاقتراض والانفاق، وهو امر ضروروي لكي لا تنخفض الاسعار بشكل اكبر. ورغم ان انخفاض الاسعار يمثل اخبارا سارة للمستهلكين، الا انه يعني انخفاض فرص الربح بالنسبة للمستثمرين، مما يضعف الحافز على الاستثمار، وبالتالي يحد من فرص النمو والتوظف. وكما يقول رئيس فريق الاقتصاديين في "دتش بنك" في نيويورك كاري ليهي فان المؤشرات الاخيرة تعني صحة توقعات بنك الاحتياطي الفدرالي بانخفاض نسبة التضخم خلال الاشهر الستة القادمة. ويرى ان النتيجة المنطقية لهذا الوضع هي الا يقوم بنك الاحتياطي الفدرالي برفع سعر الفائدة خلال عام 2004 بكامله. وفي نفس الوقت اظهرت الارقام تحسنا طفيفا في العجز الهائل في الميزان التجاري الامريكي. فقد انخفض هذا العجز من 139 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الحالي الى 135 في الربع الاخير من العام. يشار الى ان هذا العجز هو السبب الرئيسي في انخفاض قيمة الدولار امام العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني في الاسابيع الاخيرة.