في العام 1990، نشر جيمس ووماك ودانييل جونز كتابهما (الآلة التي غيرت وجه العالم) The Machine That Changed the World بغرض إرسال إشارة استيقاظ للمنظمات التي ما زالت تجاهد في عالم الإنتاج الضخم الذي عفا عليه الزمن. وعليه، فقد بيَّنا أن أسلوب التصنيع المُرَكَّز الذي تزعمته شركة تويوتا كان أفضل طريقة لتنظيم ثم إدارة كل من العلاقات مع المستهلكين وسلاسل التوريد، وتطوير المنتج، وعمليات الإنتاج. وكان رد الفعل الغالب من جانب المديرين والموظفين والمستثمرين والموردين والعملاء في جميع أنحاء العالم هو: (كيف لنا أن نفعل ذلك؟) ما المبادئ الإرشادية الرئيسة لتحويل منظماتنا التي تنتج بكميات هائلة- وهو أسلوب إنتاج عتيق- إلى منظمات ذات تصنيع مُرَكَّز؟. وجاءت الإجابة في كتاب التفكير المُرَكَّز (1996) أو Lean Thinking وهو دليل عمل مختصر ومقتضب يعتد به للتفكير المُرَكَّز، بدأ عديد من المديرين في الاستعانة به على الفور، على الرغم من الاقتصاد المزدهر وقتها. والآن بعد سبع سنوات، فإن ووماك وجونز على يقين أكثر من أي وقت مضى أن التفكير المُرَكَّز في النظرية والتطبيق أصبح أداة أقوى من ذي قبل للقضاء على الهدر في الوقت والجهد ولإيجاد القيمة. وعلى الرغم من عدم اليقين الذي يكتنف الأسواق والاقتصادات الدولية وعلى الرغم من انهيار بعض المشروعات العملاقة، فإن الأمثلة على الإنتاج المُرَكَّز المحدود التي نشرها المؤلفان ما زالت توفر قيمة متزايدة لجميع ملاك الأسهم في هذه المشروعات. وعليه، فإن المؤلفيءن قدما هذه النسخة المُنَقَّحة من الكتاب لتشجيع القراء على تجديد التزامهم بالتفكير المُرَكَّز الذي طرحاه قبل سنوات، وإقناع مزيد من القراء باللحاق بمصاف المديرين الذين التزموا هذا الأسلوب من العمل؛ أسلوب التفكير المُرَكَّز. لكن ما الجديد في الطبعة المنقحة؟ الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب ظلت على حالها حيث ظهرت في الطبعة الأولى؛ جزء يشرح القيمة، ومورد القيمة وتدفقها والحصول عليها ثم إتقانها، والمبادئ الخمسة الرئيسة للتفكير المُرَكَّز. في الجزء الثاني، يعرض المؤلفان للنتائج التي توصلا إليها ويضعان خطة عمل منتقاة من خلاصة عمل دام أكثر من أربع سنوات من التحقيق والتحري في أكثر من 50 شركة. أما الجزء الثالث فهو يتفحص بدقة المشروعات التي تعتمد التفكير المُرَكَّز. وفي هذا الجزء- أيضًا- يتفكر المؤلفان في الخطوات المقبلة في التفكير المُرَكَّز الذي لم يُعتَمد بعد في رحلات الطيران الطويلة وفي مجال الرعاية الطبية، وإنتاج المواد الغذائية وفي مجال التوزيع والبناء والتنقلات الشخصية قصيرة الأمد (بالسيارة مثلاً...) . الجزء الرابع من الكتاب جديد، ويروي قصة التفكير المُرَكَّز مُحَدَّثة إلى اليوم. كما يرصد التقدم الذي أحرزته شركات تويوتا وبورش ولانتيك وبرات آند ويتني التي وردت عنها نبذة في الطبعة الأولى. والكتاب يرصد قصص نجاح هذه الشركات من أجل أن يبين أنها بفضل التفكير المُرَكَّز تمكنت من تحدي معظم الشركات الناجحة التي ورد ذكرها في أشهر كتب الإدارة في العالم. ويقدم الجزء الرابع خطة عمل معززة قائمة على تجارب العديد من الشركات التي اعتمدت أسلوب التفكير المُرَكَّز منذ صدور الطبعة الأولى. كما يقدم لعدد من الأدوات التطبيقية الجديدة. والنتيجة هي الخروج بكتاب يشكل أدوات عمل شاملة تتضمن تقديم حلول طويلة الأجل لمشاكل في الإدارة وهندسة العمليات، تتضمن- أيضًا- التعامل مع كبار المسئولين الإداريين ذوي العقلية المالية. كما يتناول الكتاب استخدام التكنولوجيا بغرض التكنولوجيا، والعمل لوقت أطول وبجهد أكبر، والركود الاقتصادي، ووضع علامات للمنتجات وقياس نجاحها، وتقلبات الأعمال والحاجة إلى إعادة تعريف نماذج الأعمال. الكتاب في مجمله إرشادي تعليمي يحفز القارئ ويستحثه. كما أنه يتضمن وجهات نظر معززة بالأدلة المقنعة- علاوة على سهولة قراءته- من أجل التغلب على حال التشاؤم التي تغذيها برامج الإدارة المُعَلَّبة المنتشرة، ويعرض طريقة جديدة للتفكير طرحها من أجل (المدير الجاد في الأجل الطويل). ويهدف المؤلفان إلى مساعدة الشركات على انتهاز الفرص الكامنة في الكساد الذي ضرب الاقتصاد العالمي بين عامي 2001 و2003 وأن تتزعم الموجة الجديدة من التفكير المُرَكَّز لتدفع الاقتصاد العالمي عن بكرة أبيه للأمام. ويأمل المؤلفان في بروز عدد كاف من المستثمرين والمديرين والموظفين (وأبطال التغيير) في نهاية المطاف بما يوجد حركة عالمية في التفكير المُرَكَّز. ولم يأل المؤلفان جهدًا في أن يبينا- في جميع فصول الكتاب- أن ممارسة التفكير المُرَكَّز منتشرة حتى في اليابان. ومع ذلك، فهما يشرحان أن هذا الأسلوب قابل للتطبيق على المشروعات البسيطة والشركات العملاقة المعقدة- في آن معًا- في كل من الولاياتالمتحدة وألمانيا واليابان؛ أكبر ثلاث دولة صناعية، على حد قولهما. Lean Thinking Banish Waste And Create Wealth In Your Corporation By: James P. Womack and Daniel T. Jones 396 pp. Free Press