في جولة في دول مجلس التعاون الخليجي، ترى نعم الله -تعالى- المتعددة والوفيرة، الظاهر منها والباطن، وما كسا الله -تعالى- به الطبيعة من جمال وروعة، واخضرار الجبال والأودية والسهول، والمياه من عيون وينابيع وشلالات؛ تأسر هذه المناظر الخلابة الرائي لها وتجذبه للزيارة والسياحة والاستجمام، إلى جانب ذلك، تبرز العقول المفكرة والأيادي العاملة والإخلاص والإنجاز السريع في الاستفادة من تلك النعم والطبيعة، وتحويلها إلى البروز والجذب والسياحة والاستثمار من الداخل والخارج، والتحدث عما في هذا البلد وذاك من خلال المواطنين والزوار والسياح والنشرات والبروشورات، والصور، والإعلام المرئي والسمعي. فدول الخليج غنية بالمآثر والمعالم، والمعرفة التي تستقطب دول ومواطني العالم أجمع، وما أحوج بعض الوزراء وذوي الاختصاص في بلادنا العزيزة، إلى زيارة بعض دول مجلس التعاون؛ للإطلاع ومعرفة الكيفية التي أنجزت بها تلك المشاريع العملاقة والجميلة، والتي قد يكون البعض منها مستحيلاً، ولنأخذ من ذلك بعض الأمثال كشواهد: - الكويت، وهي بلد معروفة بأنها صحراوية شحيحة المياه وحارة، في حين نجد أن طرقها مشجرة بأنواع مختلفة والساحات والميادين مفروشة كبساط أخضر، كل ذلك زاه بالاخضرار الدائم من خلال العمل المكثف بالاهتمام والعناية. - قطر، ومسقط، ودبي. تمتاز بالتخطيط الفني المرموق، والجمال الهندسي في شبكة الطرق والكباري والأنفاق والميادين، وأعمدة الإنارة الجديدة في صنعها وشكلها، ويتجلى ذلك في المداخل والوسط والكورنيش، وينعكس ذلك على انسياب وسهولة السير والحركة. - صلالة قاعدة محافظة ظفار بسلطة عمان، هذه المدينة الساحرة في جمال جبالها المكسوة بالاخضرار والسفوح والأودية وشلالات المياه من الجبال والعيون، والمعالم الأثرية للأنبياء أيوب وعمران وصالح (عليهم السلام)، والمتاحف ومنها اللبان وجبل الجاذبية ونافورات بحر العرب (المحيط الهندي) والمعروف بمنتجع المغيسيل. - الكورنيش في قطر والبحرين، وخريف صلالة، ونظافة مسقط، وفريج صويلح بالكويت، مواقع تلفت النظر وتجتذب السائح والزائر. فنافلة القول من خلال تلك الجولة هي: أن بلادنا العزيزة هي الأم الحاضنة لمثل تلك المعالم والمآثر، والطبيعة الظاهر والباطن منها: كالمياه، والمادة، فمن الأولوية بما كان أن تكون بلادنا الغالية لها سبق الواجهة منذ أمد طويل، وأما الآن ما أحوج أن تكون هناك زيارات متبادلة فيما بين المسئولين الفاعلين والتنفيذيين ذوي الصلاحيات المفتوحة، في جهات الاختصاص، في إطارات بنود وقرارات وتوصيات مجلس التعاون، حول تبادل الآراء والاستفادة من الخبرات والدراسات والأسس؛ ليتحقق لهذه الدول أو بعضها ولمواطنيها ما يرجونه من تقدم وحضارة، وتطور سريع عبر الإخلاص والعطاء والسخاء في الميزانية وبنودها، والبذل المفتوح والإنجاز السريع القياسي في الزمن، تجاه تنفيذ المشاريع.. والله -تعالى- الهادي من وراء القصد.