عندما اكتب مشكلة عن الماء او الكهرباء اكتب وانا سعيد لعلمي المسبق بشخص من يرأس هذا القطاع وتقبله الرأي الآخر ودراسته وتبادل الحوار الموضوعي دون الرغبة في سوق المبررات او الاعذار التي لاتخدم الموضوع. وقد كنت في زيارة لشركة الكهرباء بالمنطقة الشرقية وقد شاهدت ذلك التنظيم الاداري الرائع لخدمات المشتركين وطريقة التعامل والمناقشة ومحاولة الاقناع وزاد على ذلك طريقة تصميم المبنى الذي يعطي المراجع الاحساس بالارتياح وعدم الملل. واثناء الزيارة لفت انتباهي وجود اعداد كبيرة من المواطنين تراجع المسؤولين رغبة في اعفائها من تسديد المبلغ المترتب على قطع التيار (50 ريالا) لعدم امتلاكها الا المبلغ المستحق بالفاتورة وهي حالات كثيرة ومتعددة تستوجب الدراسة والبحث عن حقيقة المشكلة خصوصا ان مبالغهم زهيدة, الامر الذي يعني المصداقية وعدم القدرة على السداد، ولانه ليس من المنطق ان يكون عكس ذلك بهذا الكم. ان من ضرورات الحياة الحالية ثلاثة عناصر (الكهرباء والماء والغاز) ولا يمكن لغني او فقير الاستغناء عنها او العيش بدونها، وعليه اسأل هل اصبحت هذه الخدمة (الكهرباء) نقمة على الفقير بدلا من ان تكون نعمة؟ وهل هاجس الفاتورة الشهري والدائم سيستمر المؤرق على كاهل واعصاب الفقير؟ وهل الشركة تهدف في المقام الاول إلى الربحية البحتة دون مراعاة للطبة الفقيرة؟ وهل الدخل الاساسي للشركة يعتمد على استهلاك المنازل؟ وما النسبة التي تمثلها من اجمالي الاستهلاك العام؟ وهل تتعدى مانسبته 15% من اجمالي الانتاج؟ الا يمكن مراجعة الشرائح وتوسعة نطاقها؟ وهل قامت الشركة بدراسة ظاهرة التعثر في سداد الفواتير والخروج بتوصيات لحل هذه المشكلة؟ معالي الوزير: الا تعتقد معي وجود مشكلة حقيقية في سداد فاتورة الكهرباء، واعلم ان الجمعيات الخيرية تشارك في سداد مبالغ من المستحقات على الفقراء وتحاول بالتنسيق مع الشركة ايجاد آلية للقيام بذلك فهل مساهمة رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال هي لسداد فواتير الكهرباء؟ ولماذا لا توجه تلك المساهمات لما هو اهم وانفع لكي نرتقي بمستوى المعيشة والحياة الكريمة للمواطن؟ واتمنى عليك التوجيه بدراسة هذه الظاهرة والخروج بمرئيات وتوصيات لحل المشكلة من جذورها وقد يكون من المناسب اضافة 2000 كيلو وات/ ساعة لكل من الشرائح الثلاث الاولى (12، 10، 5 هللات) وهي الشرائح التي تمس الفقير ومحدودي الدخل، لكي نخفف من معاناة الفقير ولكي تقوم الجمعيات الخيرية بصرف المساهمات والتبرعات بما يكفل توفير العيش الرغيد للفقير وتعليمه ليصبح مواطنا مشاركا في البناء, ولنساهم جميعا في المشروع الذي اطلقه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بالقضاء على الفقر وهو الهدف السامي الذي رسمه وحدده.