قد تدرس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الاتجار في النفط باليورو أو سلة عملات غير الدولار، بسبب المخاوف من هبوط قيمة العملة الأمريكية، فضلا عما يتردد الان من احتمالية التحول الى اليورو كبديل قوي، او اعتماد سلة من العملات، فيما بات من المحتمل ان تناقش المنظمة هذا الطرح ، وقد تتخذ قرارا في وقت معين. وكان المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، قد اشار الى ان هبوط الدولار الذي بلغ يوم الثلاثاء الماضي أدنى مستوى في ثلاث سنوات أمام الين، وأدنى مستوى على الإطلاق أمام اليورو، اثر على القوة الشرائية لمنتجي أوبك، موضحا أن أسعار النفط الحالية عادلة نظرا لهبوط الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، و أنه من السابق لأوانه التكهن بالخطوة التالية التي ستتخذها أوبك في الاجتماع الذي تعقده في العاشر من فبراير المقبل. لقد سجل سعر الدولار هبوطا مقتربا من أدنى مستوياته الأسبوع الماضي أمام اليورو، وبلغ أدنى مستوياته منذ 11 عاما أمام الإسترليني يوم الجمعة قبل صدور بيانات تجارية أمريكية تسلط الضوء على العجز الأمريكي الكبير في ميزان المعاملات الجارية. وأثرت المخاوف في ألا يتمكن أكبر اقتصاد في العالم من اجتذاب الأموال لسد العجز بدرجة كبيرة على العملة الأمريكية التي انخفضت 17 سنتا أمام اليورو هذا العام منها سبعة سنتات في الشهر الماضي وحده. وبنفس الوقت صعدت العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.2257 دولار مقتربة من ذروتها التي بلغتها يوم الثلاثاء الماضي عند 1.2276 دولار عندما ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته أمام العملة الأمريكية لليوم الثامن على التوالي. كما ارتفع سعر الجنيه الإسترليني عن مستوى 1.75 دولار لأول مرة منذ أكتوبرعام 1992 بعد شهر من خروج بريطانيا من آلية ضبط أسعار الصرف الأوروبية. وواجه الدولار ضغوطا كذلك أمام الين بعد أن أظهر تقرير مهم أن الشركات اليابانية الكبرى أصبحت أكثر ثقة في مناخ الأعمال مما كانت عليه خلال الأعوام الستة الماضية. ودعم هبوط الدولار أسعار النفط الخام نتيجة للاعتقاد بأن أوبك تريد إبقاء أسعار النفط مرتفعة للتعويض عن هبوط قيمة العملة المستخدمة في التجارة الدولية للنفط. ورفض المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مانديل ما تجادل به أوبك من ان هبوط قيمة الدولار يبرر أسعار النفط المرتفعة حاليا. وقال مانديل: لم اسمع ذلك الرأي عندما كان سعر الصرف نقيض ما هو عليه الآن. مبينا: اعتقد ان كثيرا من ارصدة دول اوبك بالدولار ولذا لا اعتقد ان هذا المبرر مقبول لدى الدول المستهلكة. وقال مانديل ان مخزونات النفط في الدول الصناعية اقل من ان تبعث على الارتياح: لا نزال نعتقد انه رغم انها تحسنت قليلا فاننا مازلنا عند الحد الأدنى من متوسط خمس سنوات. واستغرب وزير الطاقة الأمريكي سبنسر إبراهام ما يدور حول اعتماد عملة غير الدولار في تسعير النفط بقوله: إنه لا يدري لماذا يؤثر ضعف الدولار مقابل اليورو حاليا في قرار أوبك بشأن تحديد مستويات الإنتاج النفطي؟. وتسعى أوبك إلى إبقاء أسعار النفط في نطاقها المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل، مع أن الأسعار بقيت في الآونة الأخيرة عند الحد الأعلى للنطاق أو فوقه، فقد بلغ احدث سعر لسلة خامات اوبك 29.64 دولار للبرميل متجاوزا الحد الاقصى للنطاق السعري المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولارا للبرميل.. فيما بلغ متوسط سعر سلة نفوط أوبك يوم الجمعة 28.69 دولار للبرميل. ولفت البيان الختامي الرسمي لاجتماع اوبك في فيينا مطلع الشهر الجاري مع بعض القلق، الى تراجع القوة الشرائية للبرميل بسبب الضعف الحالي لسعر صرف الدولار ازاء العملات الاخرى.