مقتل احد الارهابيين المطلوبين للعدالة يوم أمس الاول بعد مطاردته يدل دلالة واضحة على ما تتمتع به قوات الأمن في المملكة من قدرة على تقصي المجرمين اينما تخفوا، كما تدل في الوقت نفسه على ان بقية الارهابيين سوف يقعون بين ايدي رجالات الأمن طال الزمن أم قصر، ومن مصلحتهم جميعا ان يسلموا انفسهم حتى لايكون مصيرهم كمصير الارهابي المقتول، فالعدالة وحدها هي التي ستقرر مصيرهم بعد التحقيق، كما ان ما يثلج الصدر ان المطاردة التي انتهت بمقتل الارهابي يوم امس الاول تمت بتعاون احد المواطنين مع رجالات الأمن بتقديم معلومات أرشدت عن الهارب فتمت ملاحقته، بما يفسر من جديد اهمية الدور الكبير الذي يجب ان يلعبه كل مواطن في هذه البلاد الآمنة لارشاد رجالات الامن عن مكامن واوكار الفارين من وجه العدالة، وهو دور يؤكد دون جدل ان المسؤولية الملقاة على كاهل المواطنين كبيرة جدا للحفاظ على امن هذا الوطن وامانه واستقراره، ولابد من ادائها على اكمل وافضل وجه، فالمواطنون دون استثناء مستهدفون من قبل تلك الفئة الضالة المفسدة اللاهثة وراء تطرفها وغلوها وتشددها مصيخة السمع لتوجيهات رموز الارهاب المنحرفة لارتكاب المزيد من الجرائم التي تعاقب عليها كافة الاديان السماوية والقوانين والاعراف والقيم الاخلاقية والانسانية المتعارف عليها بين كافة المجتمعات البشرية، وتخسأ تلك الرموز ومن دار في فلكها ان ظنوا ان بامكانهم تعكير صفو امن هذا الوطن وامانه واستقراره، فقد نسوا او تناسوا ان الأمن في هذه البلاد لم يولد من فراغ بل هو متجذر بتركيبتها الاجتماعية المستمدة من اصول عقيدة الاسلام ومبادئه السمحة، فالأولى ان يسلم اولئك انفسهم طواعية للسلطات الأمنية للتحقيق معهم عبر القنوات القضائية العادلة، فلا فائدة ترجى من تخفيهم عن الانظار فهم واقعون لامحالة بين ايدي رجالات الأمن مهما استخدموا من اساليب الاختفاء والتمويه.