أنهى يوم أمس الثلاثاء رئيس الوزراء الإسباني خوسي ماريا أثنار زيارة رسمية للمغرب استغرقت يومين رافقه فيها وفد كبير من أعضاء حكومته ومن كبار الموظفين ومسؤولى القطاع الخاص ، ترأس خلالها إلى جانب نظيره المغربي إدريس جطو أعمال الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة المغربية الأسبانية، وأجرى خلالها كذلك مباحثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس. وقبيل وصوله إلى مراكش، قال خوسي ماريا أثنار إن العلاقات بين البلدين عرفت صعوبات سياسية وإن هذه الصعوبات تحدث عادة بين جارين ومن الضروري التغلب عليها بالرغبة والعمل المشترك. وتركزت مباحثات القمة المغربية الأسبانية التي هدفت حسب بيان للسفارة الإسبانية في الرباط على بعث الروح في العلاقات بين البلدين وإغلاق باب سوء التفاهم بين الجانبين ، حول عدد من القضايا التي تحول دون تطبيع العلاقات الثنائية بين المملكتين المتشاطئتين لمضيق جبل طارق، وفى مقدمتها مشكلة الهجرة غير الشرعية وقضية الصحراء الغربية ومشكلة الحدود البحرية. على أن يؤجل ملف مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين من قبل إسبانيا إلى اجتماعات لاحقة ، وفق ما صرحت به أوساط مقربة من الحكومة المغربية. ووقع الجانبان في ختام أعمال اللجنة عددا من البروتوكولات المالية والاتفاقيات لتعزيز التعاون الإعلامي والثقافي والتجاري والاقتصادي وإنعاش الاستثمار بين البلدين. وكان الجانبان المغربي والإسباني قد أوليا أهمية بالغة للزيارة ولانعقاد أعمال اللجنة العليا المشتركة، التي تعذر انعقادها منذ ما يقارب السنوات الثلاث بسبب الأزمة التي شهدتها العلاقات الثنائية منذ عام 2001 ، والتي أدت بالرباط إلى سحب سفيرها من مدريد، إلا أن احتلال القوات الإسبانية جزيرة ليلى أدى إلى تفاقمها، لولا التدخل الأمريكي الحاسم الذي أدى بإسبانيا إلى سحب قواتها من الجزيرة المتنازع عليها. وفي تعليقها على انعقاد اللجنة العليا المشتركة ، قالت أنا ذي بالاثيو وزيرة الخارجية الإسبانية ان بلادها تحاول أن تعود صديقة للمغرب كما كانت، وأضافت إن إسبانيا تود إيجاد جسور التواصل مع المغرب وإزالة الصعوبات والنظر إلى المستقبل بثقة، والعمل معا في كل الميادين.