قالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى اتصلت بها «الرياض» إن الجارة الأوروبية إسبانيا قررت القيام بتحول إيجابي كبير في موقفها من نزاع الصحراء القائم بين المغرب والجزائر حيث إن الحكومة الإسبانية بقيادة خوسي لويس ثاباتيرو قررت نهج سياسة جديدة تتحول فيها من «الحياد» السلبي إلى «الحياد الإيجابي». وأضافت ذات المصادر أن الحكومة الإسبانية أعلنت أنها تعتزم المساهمة ومنذ الآن بشكل فعال في البحث عن حل سلمي يرضي جميع الأطراف المعنية في صراع الصحراء الذي بدأ منذ 30 سنة. وبدأ الوزير الأول المغربي إدريس جطو زيارة عمل إلى إسبانيا منذ أول أمس الخميس تهدف إلى تعزيز سبل التعاون بين الرباطومدريد وكذا من أجل الإعداد لأشغال الاجتماع المغربي الإسباني المقرر عقده في 29 من شهر سبتمبر بإسبانيا والذي سيترأسه رئيسا حكومة البلدين نفسيهما. يذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية عرفت تحسنا ملحوظا منذ تولي الاشتراكيين الحكم في إسبانيا شهر أبريل من سنة 2004. وتميزت العلاقة بين البلدين منذ ذلك الحين بإعطاء دفعة قوية على جميع المستويات قادت إلى حل العديد من المشاكل العالقة التي كانت تسببت فيها سياسة خوسي ماريا أثنار الذي كان يترأس الحكومة الإسبانية السابقة. وكانت العلاقات المغربية الإسبانية في عهد أثنار تعرضت للاهتزاز إلى درجة القطيعة الدبلوماسية حيث كان المغرب في فترة سابقة سحب سفيره من العاصمة مدريد. ولم تعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا بتدخل وسطاء بين البلدين، لكن بعد مجيء حكومة ثاباتيرو تحسنت العلاقات بين الرباطومدريد إلى أبعد مما انعكس على تعاونهما في جميع الميادين بما فيها الجانب العسكري حيث سبق أن قام البلدان بعدة مناورات عسكرية بينهما وشاركا بقوات مشتركة في مهام حفظ الأمن والسلم الدوليين تحت مظلة الأممالمتحدة في بلدان تعرف نزاعات مسلحة داخلية. وفي لقاء العمل الذي عقده أول أمس الخميس رئيسا حكومة البلدين اتفق الجانبان على ترسيخ التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمن والعدل ومكافحة الهجرة السرية وخاصة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب الدولي.