المنطقة الشرقية وبشكل خاص محافظة الاحساء يحاصرها التلوث من البر والبحر والجو.. * فأغلب شوارع الاحساء - مدن وقرى - تطفح فوق ارضها المياه الملوثة منها ما هو من انابيب مياه مكسورة او مياه غسيل البيوت او مياه المجاري النجسة القذرة. تقبع فوق سطحها او في اعماق حفرها التي لا تعد ولا تحصى. او مياه الامطار.. فمن راشدية المبرز الى راشدية الطرف طفح لا يعلم ضرره الا الله.. عسى الله ان يسوق لاهالي الاحساء من تكون على يديه ازالة هذه الكارثة التي لاتزال تفتك بالسكان دون هوادة والكل صابر. * واما ما يحدث في الخليج من تلوث.. فحدث ولا حرج.. فهناك تسرب نفطي جراء العمليات الصناعية التي تتم في البحر حيث يتم بشكل متزايد تسرب كميات نفطية كبيرة في مياه الخليج نتيجة لاعمال التنقيب والتحميل والتفريغ ناهيك عن مخلفات الزوارق والقوارب الخاصة بالصيد. كما ورد ذلك في عكاظ العدد 13612 تحت عنوان كشف المستور اذ جاء تحت عنوان داخلي هو (تدمير بيئي حول مياه الخليج الى مزبلة) ما نصه: ان كل سواحل الخليج العربي اصبحت تعيش حالة خطيرة من التلوث البيئي الناتجة عن عدة اسباب اولها واهمها التسرب النفطي الهائل. ولم يعد ذلك الخطر مقتصرا على الاسماك والفطريات والحياة البحرية.. بل امتد ذلك الى الانسان. فالاسماك تتغذى على الفطريات ونباتات البحر الملوثة اصلا بالنفط المتسرب. والانسان يأكل هذه الاسماك الملوثة ويتضرر. وقد رصدت حالات كثيرة تشير الى امراض غريبة بدأت تظهر في المنطقة اعادها المتخصصون الى الآثار السلبية لتلوث بيئة البحر الذي يستقبل مئات الالوف من براميل النفط المتسربة يوميا في مياه الخليج. لقد اصبح الخليج كما قال السياب: (يا خليج.. يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى) وان الخليج وسكان سواحله أملهم في الله ثم في سمو الأمير سلطان وفيما يقوم به سموه من جهود مثالية وحثيثة في مجال العمل البيئي ان يجد لهذه المشكلة حلا. * اما التلوث البيئي جوا. فان الاحساء تعيش تحت كابوس من الغبار القاتل المنفوث من مداخن شركة الاسمنت.. ولقد كتب الاستاذ الشباط في هذه الجريدة عدد (11128) عن هذا. وسأكتفي بنقل هذا النص من مقاله جزاه الله خيرا. يقول الاستاذ الشباط: المتجه جنوبا من الدمام سيفاجأ قبل الوصول الى الاحساء (المبرز) بحوالي ثلاثين ميلا بغمامة سوداء تحمل في طياتها الكثير من الدخان والغبار والرماد تغلف المنطقة بمحيط يزيد على خمسين ميلا في جميع الاتجاهات وهذه الغمامة تدهش الناظر اليها حيث يخيل اليه انها لا تنتهي ولا تزول عن مكانها وذلك لان قوة انتشارها واتساع محيطها يحولان دون رصد حركتها. هذه الغمامة (الكارثة البيئية) نتيجتها مصانع الاسمنت العائدة لشركة الاسمنت على مدى ما يزيد على ثلاثين عاما وهي تنتج إلى جانب الاسمنت هذه الملوثات البيئية أمام سمع وبصر جميع الجهات الحكومية المسؤولة دون ان تحرك اي منها ساكنا لمجابهة الاضرار الناتجة عن تلك الهدايا التي تقدمها هذه الشركة لأهالي الاحساء وما حولها وما تسببه من اضرار صحية خطيرة (الربو، السل، النزلات الشعبية، الحساسية الانفية، الحساسية الجلدية، الرمد، التراخوما وغيرها) دون ان يفكر احد بان يطالب بازالة هذه البؤرة العدائية التي تدمر الصحة العامة على مدى ما يزيد على ثلاثين عاما وكأن هذا الامر لا يعني احدا سوى الذين يعانون الامراض من البؤساء الذين لا يملكون حولا ولا قوة ولا صوت لهم مسموع، من العمال ومن في حكمهم بينما المساهمون واعضاء مجلس ادارة الشركة الذين يتناوبون على مقاعد تلك المجالس مشغولون بجني الارباح والحصول على المكافآت السخية المتواترة العطاء.