عزيزي رئيس التحرير يظل الانسان يعايش التقدم الذي يواجهه ويجابه مفاهيم جديدة وأطروحات حديثة فأما ان يتقبلها بصدر رحب واما ان يواجهها ويرفضها بشكل قاطع، وذلك على حساب هذا المفهوم المطروح ولا أعتقد ان احدا سيوافق على مفهوم يحتوي على أساليب وأخطاء لاتحصى، والعجيب أنك تجد من يتقبل تلك المفاهيم الخاطئة على الرغم من البروز الظاهر لأخطائها، وهذه النظرية قد تصورتها عند مشاهدة أحد المدخنين والذي أخذ ينفث دخان سيجارته بنشوة وراحة عجيبة وأنا أجزم يقينا ان هذا الشخص لو ناقشته في مسألة التدخين فسوف تجده أول الأشخاص العارفين بأضراره ومشكلاته الصحية، ولا أظن أن أولئك المدخنين يضحون بصحتهم ونشاطهم لأجل دخان ينفثه، فكم من شخص نعرفه قد اصبح ضحية لهذا الوباء الخطير الذي تفشى وانتشر في الناس كانتشار النار في الهشيم، وهذا غير المشاكل الأخلاقية والنفسية التي يطول المقام في الحديث عنها، فإني أجزم يقينا أن المدخن يخجل من الدخول في الأماكن العامة ورائحة السيجارة قد طغت على انفاسه. والمشكلة أن ضرر التدخين لا يقتصر على المدخن نفسه بل يتعدي ذلك إلى المحيطين به من غير المدخن فقد أثبتت الدراسات أنه أربع سجائر ينفثها المدخن تعادل سيجارة واحدة يشربها غير المدهن على الرغم من أ،ه لم يشارك في التدخين باختياره، ولكن يكفي استنشاقه لهذا الوباء لكي يتسلل الضرر الى جسده، فكم من شخص جلس يتمتع بسيجارته قرب أهله وأصحابه فأصبح الضرر يشمله ويشمل من يحب،فهل من المعقول وفق الدراسات الاحصائية أن بلادنا تعد الدولة لرابعة في استيراد السجائر حيث بلغ عدد المدمنين ما يقارب 6 ملايين ما بين مواطن ومقيم؟ أنه لمؤشر خطر لا ينبىء عن جيل قد تجاهل تلك الأضرار وأهمل صحته وبدد ماله، فلو أتيت على فرد عاقل وطلبت منه أن يحرق ماله الذي يملكه فإنك ستجده يتهمك بالجنون لطلبك الغريب، فكذلك المدخن فإنه يحرق نقوده دون فائدة تذكر، وليت الأمر يقتصر على ذلك بل إن الضرر والأذى يصيب جسده، والعجيب أنك تجد المدخن يهرب من مواجهتك عندما تناقشه في مسألة التدخين، وكم من والد كان قدوة لأبنه في تعلم هذه العادة السيئة، هل يحتاج الأمر إلى إنشاء لجنة لمكافحة التدخين حتى يتنبه هذا المدخن على صحته ويهتم بها، وأتمنى أن يدرك المدخنون حقيقة كلامي قبل فوات الأوان، فإن كثيرا من الأفراد قد عانوا ولا يزالون من الأمراض التي أصابتهم لأجل نفث دخان كريه الرائحة، فما الحلول الناجعة التي تساعد في مقاومة التدخين والحد من انتشاره والمساهمة في تقليل المدخنين للسجائر. ان توجيهات الدولة بمنع التدخين في المرافق والساحات المحيطة بالمساجد وكذلك الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفرعها والمؤسسات التعليمية والصحية والرياضية والثقافية سواء كانت حكومية أو خاصة ووسائل النقل العامة مهمة جدا، وعلينا كافراد أن نساهم في دحر هذه المشكلة العويصة عبر الأتي: * على الأسرة أن تقوم بتربية أبنائها على كره هذه العادة وبيانها بخطورته وضرره على صحة من يستخدمونها ومدى ضرره على الآخرين. * المساهمة الإعلامية لها دورها المناط بها والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها فإنها تساعد في دحر هذا السلوك بعرض البرامج التي تبين خطورة التدخين وأن تقوم باستضافة الذين تركوا التدخين لعرض تجربتهم كمثال حي مشاهد ودائما العبرة بالواقع والمشاهد. * الأصدقاء لهم دورهم في سلوك الفرد، فعلى الفرد العاقل اللبيب أن يختار الرفقة التي يجد النفع منهم والتي يلتمس منها السلوك الطيب القويم، وأن يبتعد عن أصحابه المدخنين. * أن يحاول المدخن ترك التدخين وأن يصبر على هذا الأمر الذي يعتبره شاقا بجميع الوسائل المساعدة لذلك من تناول الحبوب المهدئة والمسكنة للصداع وتناول المشروبات الساخنة وغيرها من الأمور التي تشغله عن شرب الدخان. أعلم أن هذا الموضوع قد تكلم فيه الكثير، وأفرد له بعض المؤلفات والكتب، و نشر فيها النصائح والتوجيهات، وقد يقول قائل أذا لماذا تتكلم عن موضوع قد كثر فيه الطرح؟ أعلم أنها تساؤلات تتوارد في خواطر البعض، ولكنها تكرار لنصيحة من بين آلاف النصائح التي خرجت محذرة من التدخين وموضحة جميع سلبياته والمحاذير التي تحتويه، فإلى أخي المدخن اقول صحتك غالية فلماذا تهدمها بيدك؟لا أظنك تحب أن تشاهد نفسك تصارع ويلات المرض المؤلم، والعاقل عدو نفسه. احمد بن خالد العبدالقادر