سألتني احداهن مداعبة هل تلك الاعلانات في مقال الخميس مدفوعة الثمن أو (بلوشي) فضحكت على اعتبار اننا نعلم انها اعلانات وهمية الهدف منها معايشة النكر الذي تمارسه ضدنا الشركات المعلنة في القنوات التليفزيونية في كل البرامج والمسلسلات التي نتابعها وهي طبعا لا تقدم لنا اعلاناتها باسلوب ساخر كما فعلت لكنها اعلانات تسخر من المشاهد وعقله في كثير من اساليبها ولن اناقش هذا الجانب الآن ولكني اتعجب من شركات تخسر ملايين الريالات من أجل فكرة ايصال الاعلان لملايين المشاهدين فقط ولكن ماذا عن اهتمامات اولئك المشاهدين؟ لا يهم ماذا عن امكانية تحقيق الهدف الذي يرمون اليه وهو ان يتعامل المشاهد مع منتجهم دون غيره بسبب كثرة الاعلان عنه فقط؟ أيضا لا يهم. لأنهم في رأيي يخسرون المستهلك بسبب ملله من عرض منتجهم طوال الليل والنهار امامه وبخاصة اذا كان الاعلان تافها يستغبي عقل المشاهد بعبارات تحقر من شأنه وهي كثيرة بل لها الاغلبية مثل الشامبو الذي غسلت به المرأة شعرها فرضي عنها زوجها وقرر ان تصحبه في السفر وهي في منتهى (الهبال) تكون سعيدة بهذا القرار. او الرجل الذي ذهب مع والده لخطبة فتاة بعينها وبعد ان ذهبا الى اهلها واكلا عندهم السمبوسة المقلية بزيت نباتي مدهش خطبها وأصر عليها حتى عندما اكتشفا انهما ذهبا لمنزل فتاة اخرى فطبيخها بالزيت اياه جعله يختارها زوجا له ولم يتأكد ان كانت تناسبه أم لا أو اذا كانت معلمة رسمية أو على بند محو الامية!! فالمهم الزيت فقط.. هذه الشركات التي تنثر ملايينها في كل اتجاه لا تفكر في دعم المشاريع الصغيرة أو الترويج لمنتجاتها من خلال دعم البرامج التوعوية الا نادرا جدا فاذا حدث واتصلت بها طالبا مثل هذا الامر حدثك اصحابها عن نعمة الانتظار لتحديد ميزانية العام القادم وما بعد القادم حتى تجد نفسك تقول: (يا ليل ما أطولك) نعم يا ليل ما اطولك على من يفكر في طلب المعونة من تلك الشركات لدعم برامج تنظم فيها محاضرات ذات قيمة في أي جانب او برامج طفولية تجمع بين التوعية والترفيه أو معارض ترويجية لبعض المبدعات في مجالات مختلفة. ولا أقول هذا القول من فراغ وانما من تجارب للكثيرات اللائي ظللن يتابعن تلك الشركات طلبا لرعايتهن في احد المشاريع الجادة ولكن لا فائدة. وأعجب من رفضهم المستمر للمساعدة في اقامة تلك المشاريع التي يكون التأثير الاعلاني فيها مباشرا وقريبا ومصيبا للهدف حتى مع عدد محدود من الناس.. الآن يبقى سؤال واحد يشغلني. ذلك الزوج هل كان يشتري لنفسه شامبو آخر غير الذي تستعمله زوجته قبل الشامبو الذي حثه على اصطحابها معه في السفر؟!