@ قال عليه الصلاة والسلام : (أفضل المؤمنين أحسنهم خلقا، وأكيسهم أكثرهم للموت ذكراً وأحسنهم له استعداداً ، أولئك الأكياس) رواه البخاري . هناك أمور يستجلب بها الخوف من الله تعالى وهي كثيرة منها: @ أولها تدبر كلام الله تعالى وكلام نبيه والنظر في سيرته فهو سيد المتقين : فإن تدبر هذا مما يعين على الخوف : قال الله تعالى : (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد). وقال سبحانه : (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا، الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيراً ، ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى لم أتخذ فلانا خليلا). وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا. قلت : يا رسول الله ! الرجال والنساء جميعا، ينظر بعضهم إلى بعض قال: (يا عائشة الأمر أشد من ذلك ) . @ الأمر الثاني مما يستجلب به الخوف: التفكر في الموت وشدته : قال تعالى : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. أما آن للعاصي الذي قل خوفه من الله أن يتذكر ساعة يعرق لها الجبين، وتخرس من فجأتها الألسن، وتقطر قطرات الندم من الأعين ؟ فلنتذكر ذلك، فالأمر شديد، ولنبادر بقية العمر، فالندم بعد الموت لا يفيد، (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). الأمر الثالث: التفكر في القبر وعذابه وهوله وفظاعته: فعن البراء بن عازب رضي الله عنه/ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال:" يا أخواني! لمثل هذا فأعدوا) الأمر الرابع: التفكر في القيامة وأهوالها: قال تعالى:" يا أيها الناس اتقوا ربكم أن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد وقال تعالى: (فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الوالدان شيباً، السماء منفطر به كان وعده مفعولاً). @ الأمر الخامس: التفكر في النار وشدة عذابها وما أعد الله عز وجل فيها لأعدائه: قال تعالى: (ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين). @ الأمر السادس: تفكر العبد في ذنوبه: ان كان العبد قد نسيها، فإن الله تعالى قد أحصاها، وأنها أن تحط به، تهلكة ان وكله الله إليها، فليتفكر في عقوبات الله تعالى عليها في الدنيا والآخرة، ولا يغرن المذنب النعم، فقد قال: (إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب، وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج) ثم تلا: ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون). @ الأمر السابع: أن يعلم العبد أنه يحال بينه وبين التوبة: @ وذلك بموت مفاجئ، أو فتنة مضلة، أو غفلة مستمرة، أو تسويف وإمداد إلى الموت أو غير ذلك، وعندها يندم حيث لا ينفع الندم. الأمر الثامن: من الأمور التي يستجلب بها الخوف من الله تعالى: التفكر في سوء الخاتمة : فإن العبد ما يدري ما يحدث له بقية عمره ؟! وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا مقلب القلوب ! ثبت قلبي على دينك). وقال صلى الله عليه وسلم: (لقلب ابن آدم أشد تقلباً من القدر، إذا اجتمع غلياناً).