مع بداية ثاني أيام اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط في مدينة نابولي الايطالية اختلفت إسرائيل مع الاتحاد الاوروبي حول اتفاق السلام الذي جرى التفاوض بشأنه بين الفلسطينيين والاسرائيليين في جنيف في وقت سابق من هذا الاسبوع. وقال دبلوماسيون: ان مأدبة عشاء أقيمت بحضور وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط شهدت استحسانا عاما لاتفاق جنيف للسلام باستثناء إسرائيل التي رفضت الاتفاق. وكان وزير الخارجية الامريكي كولين باول قد أعلن عن عزمه اللقاء مع أصحاب خطة السلام مشيرا إلى رفضه للضغوط الاسرائيلية الرامية لافشال هذا الاجتماع الضروري لان من واجبه حسبما قال ان يستمع إلى كل المقترحات الممكنة للسلام. وقال دبلوماسي بالاتحاد الاوروبي ان الوزراء الاوروبيين والعرب أشادوا باتفاق جنيف باعتباره وسيلة لاظهار ان السلام من الممكن تحقيقه بين الفلسطينيين والاسرائيليين وان الحل الوسط يمكن أيضا الوصول إليه"، وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم أدان الاتفاق ووصفه بأنه مؤامرة لتقويض الحكومة الاسرائيلية. من جانب آخر دافع شالوم عن بناء إسرائيل للجدار العازل المثير للجدل مشيرا إلى ان هذا الجدار ضروري لاحياء عملية السلام. من جانبهم أجمع وزراء الاتحاد الاوروبي على انتقاد الجدار العازل ووصفه بأنه مصدر تهديد لتنفيذ خطة السلام الرامية إلى التوصل إلى حل إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وأشار الدبلوماسي إلى ان وزراء الخارجية الاوروبيين قالوا ان الهجمات الفلسطينية واستمرار تبني إسرائيل لسياستها الاستيطانية من شأنهما ليس فقط إعاقة عملية السلام بل أيضا تهديد الحل القائم على التعايش السلمي بين دولتين متجاورتين. وفي رد فعل على دعوة سوريا المفاجئة لاسرائيل باستئناف محادثات السلام وصف شالوم الدعوة السورية بأنها مشجعة لكنه قال إن الكلام لا يكفي، داعيا الى انه من أجل التحرك في اتجاه السلام.. يجب على سوريا وقف الارهاب والعنف الذي يأتي من أراضيها على حد قوله ، طالبا عقب محادثاته الثنائية مع نظيره الاردني في نابولي، سوريا بإغلاق معسكرات تدريب المتطرفين.. ووقف الشحنات المتجهة من دمشق إلى حزب الله في لبنان"، مؤكدا على انه إذا كانوا على استعداد لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل دون شروط مسبقة سندرس ذلك بالطبع بجدية تامة. وعلى صعيد متصل وصف المنسق الاعلى للشئون الامنية والخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا دعوة سوريا لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل بأنها أنباء طيبة، وقال للصحفيين أعتقد أن فتح أي قنوات للاتصال والحوار أمر نرحب به جدا. وقال دبلوماسي الاتحاد الاوروبي ان وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط اتفقوا على أهمية وجود دور أكثر فاعلية للامم المتحدة في العراق وطلبوا من كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة ان يعين مندوبا جديدا له هناك، اذ من المقرر ان تركز ثاني أيام اجتماعات وزراء الخارجية في نابولي على سبل تعزيز الشراكة الاورومتوسطية التي وضع حجر الاساس لها في برشلونة عام 1995. وفي عدد من القرارات الرئيسية من المقرر ان يتفق الوزراء في نابولي على زيادة الدعم المالي لدول جنوب حوض البحر المتوسط من خلال بنك الاستثمار الاوروبي وإعلان تأسيس المؤسسة الاورومتوسطية للثقافة. كما من المقرر أيضا إنشاء مجلس برلماني أورومتوسطي يهدف إلى تعزيز الاتصالات القائمة بين الاقليمين. ويحضر اجتماعات نابولي وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي والجزائر وقبرص ومصر وإسرائيل والاردن ولبنان ومالطا والمغرب وسوريا وتونس وتركيا والسلطة الفلسطينية. كما يحضر الاجتماعات وزراء خارجية الدول العشر المنتظر انضمامها للاتحاد الاوروبي في شهر /مايو/ المقبل.